responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 423

..........


لأنّها مع هذا الوسط تصير نورا على نور فتدرك الحقائق كما هي و تأمن من الغلط ثمّ إنّ هذا العالم يحتاج إلى عالم ربّاني إلى أن ينتهى إلى عالم بالذّات لا يحتاج في علمه إلى غيره أصلا و هو اللّه تعالى شأنه و نظير ذلك أنّ نور البصر في إدراكه يحتاج إلى توسّط نور الشمس أو نور المصباح أو غيرهما فانّه حينئذ يصير نورا على نور يدرك المبصرات على ما ينبغي، و الرّوايات الدّالّة على اعتبار ذلك الوسط كثيرة جدّا منها «من أعجب برأيه ضلّ و من استغنى بعقله زلّ» [1] و على أنّ الجاهل الفاقد للبصيرة لا ينفعه توسّط العالم و إرشاده أو على أنّ له قرينا شقيا يضلّه عن طريق الحكمة «وَ مَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطٰاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ».

و لشرح هذه العبارة أقوال اخر نحن نشير إلى بعضها إجمالا ليحصل لك الإحاطة بجهات الكلام فنقول: قال بعض الأفاضل: المقصود منها أنّ المرء من لدن عقله و تمييزه إلى بلوغه حدّ الحكمة متنعّم بنعمة العلم و نعيم العلماء فانّه لا يزال في نعمة من أغذية العلوم و فواكه المعارف فانّ معرفة الحضرة الالهيّة لروضة فيها عين جارية و أشجار مثمرة قطوفها دانية و الجاهل بين مبدأ أمره و منتهى عمره في شقاوة عريضة و طول أمل طويل و معيشة ضنكة و ضيق صدر و ظلمة قلب إلى قيام ساعته و كشف غطائه و في الآخرة عذاب شديد. و قال بعضهم: المراد أنّ ما أنعم اللّه تعالى به على العالم من العلم و الفهم و الصدق على اللّه واسطة للمرء يوصله إلى الحكمة فانّ المرء إذا عرف العالم أتبعه و اخذ منه فيحصل له الحكمة و معرفة الحقّ و الاقرار به و العمل على وفقه، و كذا إذا عرف حال الجاهل و أنّه غير عالم فهم صادق على اللّه يترك متابعته و الأخذ منه و يسعى في طلب العالم فيطلع عليه فيأخذ منه فالجاهل باعتبار سوء حاله باعث بعيد لوصول المرء إلى الحكمة فهو شقيّ محروم يوصل معرفة حالة المرء إلى سعادة الحكمة

(و اللّه وليّ من عرفه)

(1) يعنى محبّه و ناصره و المتكفّل لأمره في الدّنيا بهدايته إلى الطاعات و الخيرات و تثبيت ذهنه على الفضائل و الملكات و في الآخرة بتشريفه بمنازل القرب في أعلى درجات


[1] فى الاختصاص ص 221 هكذا «من أعجب بنفسه هلك و من أعجب برأيه هلك».

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست