responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 422

..........


ميمى ساءه يسوؤه سوءا بالفتح و مساءة نقيض سرّه و الحمل للمبالغة و الإضافة إلى الفاعل على الظاهر. يعنى جودة الرأي و إحكام الأمر و أخذه بالثقة على وجه لا يقع في الباطل و الشبهة يقتضي سوء الظنّ بهم يعني تجويز السوء منهم و التثبت فيما يأتون به حتى يتبيّن الحق من الباطل و الصدق من الكذب و العلم من الشبهة و لو وجب القبول منهم من غير حزم و لم يجز نسبة السوء إليهم لوقع الهرج و المرج و بطل الدّين و رجع كما كان قبل البعثة، و لذلك قال اللّه تعالى «إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا» و قال «لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ» و بالجملة الحزم يوجب أن يبنى الحال أوّلا على جواز السوء منهم حتّى يتبيّن له الحقّ و يحصل الإذعان به، و فيه تنبيه على أنّه لا ينبغي متابعة الغير في أمر من الامور مع تجويز كون ذلك الأمر خطأ، بل لا بدّ من كمال الاحتياط فيه، و إنّما قلنا على جواز السوء منهم لأنّه الّذي يقتضيه الحزم و الاحتياط فلا ينافي ما ورد من النهي عن مساءة الظنّ بالخلق لأنّ ما ذكرناه من باب التجويز العقلى المناسب للحزم و ما ورد النهى عنه من باب الاعتقاد الفاسد و القول بالشيء رجما بالغيب.

(و بين المرء و الحكمة نعمة العالم)

(1) «نعمة» بالتنوين و العالم بيان لها أو بالإضافة للبيان أو بتقدير اللّام، و لعلّ المقصود أنّ بين المرء العاقل و الحكمة نعمة العالم هي إرشاده و هدايته الموصلة إليها و تخليصه من ظلمات الأوهام و تثبيته من مزالّ الأقدام و تسديده في مواضع أغاليط الأفهام و تعليمه كيفية السلوك في طرق المطالب و تقويته للوصول إلى دقايق الحكمة في أعلى المراتب

(و الجاهل شقيّ بينهما)

(2) أي بين الحكمة و نعمة العالم يعني لا ينفعه سعي العالم و إرشاده و هدايته و تعليمه و تفهيمه و تسديده كلّ ذلك لشقاوته الذّاتية و دناءته الطبيعية و ظلمته النفسية و كدورته الذّهنيّة، و احتمال عود ضمير التثنية إلى الجاهل و الحكمة يعني كما أنّ بين العاقل و الحكمة عالم ربّاني يهديه إليها كذلك بين الجاهل و الحكمة شقي يضلّه عنها بعيد، و فيه دلالة على أنّ العقول البشريّة و إن كانت قابلة لإدراك الحكمة و العلوم فهي تحتاج إلى توسّط استاد هو عقل العالم و إرشاده

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 422
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست