(عن مولى لبني هاشم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا قام)
(3) أي خرج بعد الغيبة المقدّرة و ظهر لاظهار دين الحقّ و إعلاء كلمته
(قائمنا)
(4) المهديّ المنتظر الموعود بالنصر و الظفر و هذا القيام كائن قطعا لروايات متواترة من طريق العامّة و الخاصّة إلّا أنّ العامّة يقولون: إنّه يولد في آخر الزّمان من نسل عليّ و فاطمة و جدّه الحسين (عليهم السلام) كما صرّح به الآبي في كتاب إكمال الاكمال و نحن نقول: هو حيّ موجود قامت السموات بوجوده و لو لا وجوده لساخت الأرض بأهلها طرفة عين
(وضع اللّه يده)
(5) أي قدرته أو شفقته أو نعمته أو إحسانه أو ولايته أو حفظه، و الضمير عائد إلى اللّه أو إلى القائم (عليه السلام)
(على رءوس العباد فجمع بها عقولهم)
(6) ضمير التأنيث إما عائد إلى اليد و الباء للسببيّة أو إلى الرءوس و الباء بمعنى «في» و هذا الأخير يناسبه ما قيل من أنّ العقل جوهر مضىء خلقه اللّه تعالى في الدّماغ و جعل نوره في القلب يدرك الغائبات بالوسائط و المحسوسات بالمشاهدة
(و كملت به أحلامهم)
(7) أى عقولهم جمع حلم بالكسر و هو الاناة و التثبّت في الامور و ذلك من شعار العقلاء، و المراد بجمع عقولهم رفع الانتشار و الاختلاف بينهم و جمعهم على دين الحق و بكمال أحلامهم كمال عقل كلّ واحد واحد بحيث ينقاد له القوّة الشهويّة و الغضبيّة و يحصل فضيلة العدل في جوهر البدن، و الأمران يتحقّقان في عهد صاحبنا (عليه السلام) لأنّه إذ خرج ينفخ الرّوح في الإسلام و يدعو إلى اللّه بالسيف فمن أبي قتله و من نازع قهره حتّى يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى في وجهها إلّا دين الحقّ فيملأها عدلا و أمنا و إيمانا كما ملئت ظلما و جورا و طغيانا فشهداؤه خير الشهداء و أمناؤه خير الامناء و أصحابه العارفون باللّه و القائمون بأمره و المشفقون على عباده و الحافظون لبلاده و العاقلون العاملون الكاملون العابدون الناصحون له فيعود الخلائق بعد التفرقة إلى الجمعيّة و بعد التشتّت إلى المعيّة و بعد الكثرة إلى الوحدة و بعد التفارق إلى التوافق و بعد الجهل إلى العلم و ينظرون إلى الحقّ بأعين سالمة من الرّماد و يسلكون إليه بأقدام ثابتة في سبيل الرّشاد