responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 400

..........


و هذا معنى جمع عقولهم و كمال أحلامهم لأنّ كمالها بحسب ميلها و رجوعها إلى الحقّ فإذا تحقّق الرّجوع ثبت الكمال قطعا، هذا و قيل: المراد باليد هنا الملك الموكّل بالقلب الّذي بتوسّطه يرد الجود الإلهي و الفيض الرّباني عليه كما في قوله (صلى اللّه عليه و آله) «قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرّحمن يقلبه كيف يشاء [1]، و المراد برءوس العباد نفوسهم الناطقة و عقولهم الهيولانيّة، و المراد بجمع اللّه عقولهم جمع اللّه بواسطة ذلك الملك القدسي و الجوهر العقلي [2] عقولهم من جهة التعليم و الإلهام فإنّ العقول الإنسانيّة في أوّل نشأتها منغمرة في طبائع الأبدان، متفرّقة في الحواسّ، متشوّقة إلى الأغراض و الشهوات، محبوسة في سجون الأماني و شعب الرّغبات. ثمّ إذا ساعده التوفيق و تنبّه بأنّ وراء هذه النشأة نشأة اخرى علم ذاته و عرف نفسه و استكمل بالعلم و الحال، و ارتقى إلى معدنه الأصليّ، و عاد من مقام التفرقة و الكثرة إلى مقام الجمعيّة و الوحدة، و لما ثبت و تقرّر أنّ النقوس الإنسانيّة من زمن آدم (عليه السلام) إلى الخاتم (صلى اللّه عليه و آله) كانت متدرّجة في التلطّف و مترقّية في الاستعداد، و كذلك كلّما جاء رسول كانت معجزة المتأخّر أقرب إلى المعقول من المحسوس من معجزة المتقدّم و لأجل ذلك كانت معجزة نبيّنا (صلى اللّه عليه و آله) القرآن و هو أمر عقلي إنّما يعرف كونه إعجازا أصحاب العقول الذكيّة و لو كان منزلا على الامم السابقة لم يكن حجّة عليهم لعدم استعدادهم لدركه ثمّ من بعثته (صلى اللّه عليه و آله) إلى آخر الزّمان كانت الاستعدادات في الترقّى و النفوس في التلطف


[1] أخرجه الحاكم في المستدرك ج 4 ش 321 هكذا «القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن- الحديث».

[2] سبق ان الملك في اصطلاح اهل الشرع هو العقل الجوهرى في اصطلاح الحكماء، و هذا الكلام تصريح به من قائله و لم يعترض عليه الشارح فيما اعترض عليه و القائل هو صدر الحكماء المتألهين- (قدس اللّه سره)- (ش).

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست