ثمّ كون العقل حجّة ليس مختصا بهذا اليوم و لا بهذه الامّة و لا دلالة في الجواب على ذلك، و إنّما المقصود منه هو التنبيه على أنّ العقل حجّة اللّه على عباده و على كمال تفطّن العقلاء و لطافة قرائحهم حتّى تمكنوا على تحصيل الايمان باللّه و باليوم الآخر و بالصادق الأمين من غير مشاهدة معجزات و ملاحظة كرامات، بل لا يبعد القول بأنّ تأثير العقل بالاذعان أقوى و أشدّ من تأثير المعجزات فيه لأنّ تأثيره يوجب انقياد القلب و انشراح الصدر و انكشاف البصيرة بخلاف تأثيرها فانّه يوجب الانقياد فقط من غير تثبت و رسوخ و لذلك كثير ممّن آمن بنبيّنا (صلى اللّه عليه و آله) بمشاهدة الآيات و المعجزات ارتدّوا بعده و كثير ممّن آمن بموسى على نبيّنا و عليه الصلاة و السّلام بمشاهدة معجزاته طلبوا منه بعد الخروج من البحر أن يجعل لهم أصناما آلهة و عبدوا عجلا جسدا له خوار، كلّ ذلك لضعف عقولهم و قلّة بصيرتهم و عدم تثبّتهم و رسوخهم في الايمان و أمّا المؤمن بنور العقل و المذعن بمقتضاه فهو أثبت من الجبال الرّواسي. و من هاهنا يظهر التفاوت بين الحجّتين و البون بينهما بعد المشرقين.
[الحديث الحادي و العشرون]
«الاصل»
21- «الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشاء، عن المثنّى الحنّاط» «عن قتيبة الأعشى، عن ابن أبي يعفور، عن مولى لبني شيبان، عن أبي جعفر» «(عليه السلام) قال: إذا قام قائمنا وضع اللّه يده على رءوس العباد فجمع بها عقولهم و» «كملت به أحلامهم».
«الشرح»
(الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد)
(1) مضطرب الحديث و المذهب
(عن الوشّاء)
(2) الحسن بن عليّ بن زياد الوشّاء من أصحاب الرّضا (عليه السلام) و كان من وجوه هذه الطائفة