responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 386

..........


الأشياء موضعها، و قال بعضهم: أدب اللّسان ترك ما لا يعنيه، و إن كان صدقا فكيف الكذب، و أدب النفس معرفة الخير و الحرص عليه و معرفة الشرّ و الانزجار عنه، و أدب القلب معرفة حقوق اللّه تعالى و الاعراض عن الخطرات المذمومة، و الكلفة ما يتكلّفه الانسان من المشاقّ و يتجشّمه يعنى أنّ العقل عطيّة من اللّه تعالى و غريزة في الانسان و جوهر ربّانى خلقه و جعل نوره في القلب الهداية إلى خير الدّنيا و الآخرة و ليس للعبد قدرة على اكتساب ذلك الجوهر لنفسه كما أنّه ليس ذلك في وسع المجانين و ساير الحيوانات الفاقدة له فمن تكلّف فى تحصيله و تجشّم في اكتسابه كان سعيه عبثا، و مع ذلك يزداد به جهله حيث اعتقد أنّه فاعل لما لا يليق به و لا يقدر على فعله و ارتكب ما يفضى إلى الدّور، نعم الآداب الّتي يرشده العقل إليها و يدله عليها و هى من توابع حركاته و سكناته الموافقة لقانون الشرع و العرف داخلة تحت قدرته فله السعى في اقتنائها و الاجتهاد في اكتسابها ليرتقى من حضيض النقص إلى أوج الكمال، فان قلت لا شبهة في أنّ أصل العقل منه تعالى فهل درجاته السّنيّة و مراتبه العليّة الّتي تحصل بكثرة التجارب و المعارف و اقتراف العلوم و الحقائق و اكتساب الآداب و الفضائل منه تعالى أو من العبد [1]؟ قلت: النظر إلى ظاهر هذا الحديث و ظاهر ما مرّ «و لا أكملتك إلّا فيمن أحبّ» و ظاهر قوله «إنّما يداق اللّه العباد في الحساب يوم القيمة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا» إلى غير ذلك من الأخبار المتكثّرة يقتضي أنّها منه تعالى و تلك العلوم و الآداب و إن كان لها مدخل في حصولها لكنّها ليست عللا فاعليّة لها بل هي شرائط لتحقّقها و صدورها من المبدأ الفيّاض كما أنّ الدّهن شرط أو معدّ لزيادة ضوء المصباح و أصل الضوء و زيادته و


[1] احتمال كونه من العبد ساقط من أصله مبنى على اعتقاد العوام من ان بعض الاشياء بفعل اللّه و بعضها بفعل غيره و ينسبون الى اللّه ما لا يجدون له سببا (ش).

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 386
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست