responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 180

..........


كما نطق به الكتاب العزيز في مواضع عديدة و السّنّة النبويّة في مواطن كثيرة، و هذا الحكم و إن كان ظاهرا لكن لمّا كان خلافه أولى صار بهذا الاعتبار محلّا للإنكار، فلذا أكّده، ثمّ لا يبعد أن يكون الغرض من هذه الأخبار هو التنبيه على أنّ الاعتزال عن أكثر الناس أولى و أهمّ و الفرار عنهم أحرى و أسلم، و يحتمل أن يكون الكيس- بفتح الكاف و سكون الياء- و هو العقل و الذكاء و حسن التأنّي في الامور. و اليسير أيضا بمعنى القليل يعني أنّ عقل الرّجل و ذكاء و حسن تأنّيه و تدبّره عند ظهور الحقّ و موافاته قليل كما هو المشاهد في أكثر الناس، و المعلوم بالنظر إلى أحوالهم. قيل: اليسير ضدّ العسير و معناه أنّ كياسة الانسان و هي عقله و فطانته سهل هيّن عند الحقّ لا فدر له و إنّما الّذي له قدر عند اللّه تعالى هو التواضع و المسكنة و الخضوع و العجز و الافتقار، فكلّ علم و كمال لا يؤدّي بصاحبه إلى مزيد فقر و حاجة إليه سبحانه يصير وبالا عليه و كان الجهل و النقيصة أولى به و لذلك قيل غاية مجهود العابدين تصحيح جهة الإمكان و الفقر إليه تعالى فكلّ عالم كيس [زعم] أنّ له وجودا و كمالا غير ما هو رشح من رشحات بحر وجوده و تفضّله [1] فهو في غطاء شديد و حجاب عظيم عن درك الحقيقة.

(يا بنيّ إنّ الدّنيا بحر عميق)

(1) هذا تشبيه بليغ بحذف الأداة و حمل المشبّه به على المشبّه للمبالغة في الاتّحاد و وجه التشبيه تغيّرها و انقلابها و اضرابها و عدم ثبات ما فيها من صور الكائنات كتغيّر البحر و انقلابه و اضطرابه بالأمواج المتعاقبة أو إهلاك من دخل فيها و ركن إليها و مشى عليها بقدم الضلالة و الطغيان و أخذها بيد الجهالة و العصيان و هذا الوجه أظهر و لما كان وجوده في الأصل


[1] حققه صدر المتالهين في اكثر كتبه و عليه مبنى حكمته فوجود الممكن ليس وجودا في نفسه و بنفسه و لنفسه بل هو نظير المعنى الحرفي الّذي لا استقلال له و لا يمكن أن يتصور وحده من غير ان يتصور معه اسم أو فعل و أصل الوجود و حقيقته هو اللّه تعالى و ما سواه ليس بشيء و من لم يعرف ذلك فلم يعرف شيئا على ما ذكره الشارح (ش).

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست