responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 181

..........


ظاهرا محسوسا بخلاف وجوده في الفرع أوضحه بقوله

(قد غرق)

(1) أي هلك

(فيها عالم كثير)

(2) لانهماكهم في لذّاتها و انغمارهم في زهراتها و اشتغالهم بشهواتها و إغماض بصيرتهم عن الآخرة و أحوالها و تركهم ما يوجب النجاة عن عقباتها و الخلاص من عقوباتها و جعلهم قوله تعالى «فَلٰا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيٰاةُ الدُّنْيٰا وَ لٰا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللّٰهِ الْغَرُورُ»* من وراء ظهورهم و رضائهم باللّذات الحاضرة الهالكة و المنافع المغوية الباطلة بغرورهم فكأنّهم لم يسمعوا قوله سبحانه «وَعْدَ اللّٰهِ لٰا يُخْلِفُ اللّٰهُ وَعْدَهُ وَ لٰكِنَّ أَكْثَرَ النّٰاسِ لٰا يَعْلَمُونَ» «يَعْلَمُونَ ظٰاهِراً مِنَ الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غٰافِلُونَ» و إنّما خصّ العالم بالذكر لأنّ هلاكه محلّ التعجّب و أمّا الجاهل فلا اعتناء به لعدم اتّصافه بالحقيقة الإنسانيّة و اللّطيفة الرّوحانيّة، أو لانّ حكمه يعلم بالأولويّة و في الكلام استعارة تبعيّة لأنّه شبّه الهلاك بالغرق و اشتقّ منه فعل فوقع التشبيه في المشتق بتبعيّة المصدر و هي تأكيد لتشبيه الدّنيا بالبحر باعتبار أنّه أثبت المشبّه ما هو من خواصّ المشبّه به، ثمّ في تشبيه الدّنيا بالبحر إيماء لطيف إلى أنّه يجب لأهلها أن لا يقصدوا الإقامة فيها و الرّكون إليها، بل يجب لهم أن يقصدوا المرور منها إلى ساحلها أعني دار الآخرة كما أنّ راكب البحر لا يقصد الإقامة فيه و الرّكون إليه بل غرضه المرور إلى ساحله، و لمّا شبّه الدّنيا بالبحر و كان سائر البحر يحتاج إلى آلات للنجاة منه و الوصول إلى السّاحل سالما غانما كان السائر في الدّنيا أيضا محتاجا في المرور منها و الوصول إلى جناب الحقّ و نعيم الأبد إلى امور للنجاة منها، و قد بيّن هذه الامور و شبّهها بتلك الآلات في كونها أسبابا للنجاة بقوله

(فلتكن سفينتك فيها تقوى اللّه)

(3) و هي ملكة التجنّب عن المعاصى و التنزّه عمّا يشغل السّرّ عن الحقّ و إنّما شبّهها بالسفينة لأنّ من اتّصف بالتقوى و جلس فيها يطفو الدّنيا و يأمن من الرّسوب فيها كما أنّ جالس السفينة يطفو البحر و يأمن من الرّسوب فيه

(و حشوها الإيمان)

(4) باللّه و بصفاته و أفعاله و بجميع ما أنزله إلى رسوله و إنّما شبّه الايمان بما في السفينة من المتاع و أنواع ما يتّجر به لأنّه حافظ للتقوى عن الانقلاب و الاضطراب مثل ما

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست