صحب داود شهورا و كان يسرد الدّرع فلم يسأله عنها فلمّا أتمّها لبسها و قال: نعم لبوس الحرب أنت، و قال: الصمت حكمة و قليل فاعله و إنّ داود قال له يوما:
كيف أصبحت فقال: أصبحت في يدي غيرى مرتهنا بعملي، و أنّه أمره بذبح شاة و أن يأتى بأطيب مضغتين منها فأتى باللّسان و القلب ثمّ بعد أيام امر بأن يأتي بأخبث مضغتين فأتى بهما أيضا فسأله عن ذلك فقال: هما أطيب شيء إذا طابا و أخبث شيء إذا خبثا.
[القسم الثاني]
«الأصل»:
«يا هشام إنّ لقمان قال: لابنه: تواضع للحقّ تكن أعقل الناس و إنّ» «الكيّس لدى الحقّ يسير، يا بنيّ إنّ الدّنيا بحر عميق، قد غرق فيها عالم كثير» «فلتكن سفينتك فيها تقوى اللّه و حشوها الايمان و شراعها التوكّل و قيّمها العقل» «و دليلها العلم و سكّانها الصبر».
«يا هشام إنّ لكلّ شيء دليلا و دليل العقل التفكّر، و دليل التفكّر» «الصمت، و لكلّ شيء مطيّة و مطيّة العقل التواضع و كفى بك جهلا أنّ تركب» «ما نهيت عنه».
«يا هشام ما بعث اللّه أنبياءه و رسله إلى عباده إلّا ليعقلوا عن اللّه فأحسنهم»