responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 101

..........


أنّهما متّحدان و أمّا أرباب المعرفة فيعرفون أنّ بينهما مغايرة و أنّ هذا مخلوق اتّصل بكمالات الخالق كما أنّ ذلك حديد اتّصف بصفات النّار، و هذه المرتبة هي المرتبة العظمى و الدّرجة العليا من مراتب العقل و درجاته و هي مرتبة حقّ اليقين، و هو فيما دون تلك المرتبة أعني مرتبة علم اليقين، و فى مرتبة عين اليقين يشاهد المعقولات كلّها مشاهدة عيان بحيث لا يعزب عنه شيء إلّا ما شاء اللّه، هذا حال عقله (صلى اللّه عليه و آله) و عقل أوصيائه (عليهم السلام) إلّا أنّ بين عقله و عقلهم تفاوتا دقيقا لا يعرفه إلّا اللّه سبحانه، و أمّا عقل غيرهم ممّن تمسّك بذيل عصمتهم فهو و إن كان كمالا و نورا في حدّ ذاته لكنّه استعداد محض، و ظلمة صرف بالنظر إلى عقلهم إذ غاية جهده و نهاية سعيه تحصيل تلك المعقولات على قدر الوسع من مباديها بالاجتهاد و هو في هذه المرتبة بمنزلة من استدلّ على وجود النّار بمشاهدة الدّخان، و بين هاتين المرتبتين مسافة بعيدة كما لا يخفى على العارفين و إذا كان عقله (صلى اللّه عليه و آله) أكمل و أفضل من عقول المجتهدين كان إدراكاته و تعقّلاته أفضل و أتمّ من اجتهادات المجتهدين و تعقّلاتهم و لهذا يحكم بأنّ عقل الأعلم و إدراكاته أتمّ و أفضل من عقل العالم و إدراكاته، و كذا عقل العالم و إدراكاته أتمّ و أفضل من عقل الجاهل و إدراكاته، بل لا نسبة هنا، و يرشد إلى التفاوت المذكور قول الصادق (عليه السلام) «اعرفوا منازل الناس على قدر رواياتهم عنّا [3]»

(و ما أدّى العبد فرائض اللّه حتّى عقل عنه)

(1) أي عقل عن اللّه و عرفه حقّ معرفته و علم ما يصحّ عنه و ما يمتنع عليه و حقّ أمره فيما أراده من الفرائض و الأحكام و ذلك ظاهر لأن أداء الفرائض لا يتصوّر بدون معرفتها المتوقفة على معرفته تعالى و معرفته لا يتصوّر بدون العقل هو الأصل لجميع ذلك

(و لا بلغ جميع العابدين)

(2) أي مجموعهم من حيث المجموع أو كلّ واحد منهم

(في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل)

(3) أي في فضل عبادته أو في عقله عن اللّه و أحكامه و علمه بهما لأنّ العقل أصل للعبادة و روح لها إذ به يحصل الخوف و الخشية و الخضوع الموجبة لصعودها إلى محلّ القبول، و


[3] سيأتى فى كتاب فضل العلم باب النوادر تحت رقم 13.

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست