responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة في حجية الظن نویسنده : الكلباسي، أبو المعالي    جلد : 1  صفحه : 177

بالوصف اللازم باعتبار هذا الوصف و اما الاخير فلانه ليس التفقه فى اللغة الا بمعنى التعلم اى نحو كان حيث ان الفقه لغة بمعنى الفهم المفسّر بالعلم فالتفقه فى الآية يتناول تحمل السّنة و الخبر الاصطلاحى و ان قلت ان المقصود بالتفقه هو تحصيل الخبرة و البصيرة فى الدّين من مشاهدة آيات اللّه سبحانه و غلبة المسلمين على الكافرين و سائر ما يتفق فى محاربة المسلمين مع كمال قلتهم مع الكفار من آيات عظمة اللّه و قدرته فيخبروا بذلك عند رجوعهم الى الفرقة المتخلّفة الباقية فى المدينة كما حكى التّفسير به عن الحسن و يرشد اليه كون الآية فى آيات الجهاد فالتفقه فى الآية لا يعم تحمل السّنة و الخبر الاصطلاحى قلت تحقيق المقام انّه يحتمل فى الآية معان اربعة حيث ان المراد بالنفر فى قوله سبحانه لينفروا و قوله سبحانه نفر امّا النفر للجهاد او النّفر لطلب العلم‌ [1] و على الاوّل اى على تقدير كون المراد بالنّفر فى الموضعين هو النفر للجهاد اما ان يكون المقصود كون المنذرين هم النّافرون للجهاد او يكون المقصود كون المنذرين هم المتخلّفون فتارة يكون المعنى و ما ينبغى للمؤمنين ان ينفروا للجهاد كافة فهلا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة الى الجهاد و اقام الطائفة ليتفقه النافرون و يشاهد و اما يتّفق فى محاربة المسلمين مع الكفار من آيات عظمة اللّه سبحانه فينذروا اذا رجعوا قومهم المتخلفين بما عاينوه ليحذر القوم عن الكفر و النّفاق و قد اشار سبحانه قبل الآية الى حال المنافقين مرارا فالضمير فى قوله سبحانه ليتفقهوا و ينذروا و قومهم و يرجعوا راجع الى الطّائفة النافرة و المقصود بالقوم هو الطّائفة القاعدة و هذا الوجه هو المقصود بالسّئوال المذكور و اخرى يكون المعنى و ما ينبغى للمؤمنين ان ينفروا الى الجهاد كافة فهلا نفر من كل فرقة طائفة الى الجهاد و اقام طائفة ليتفقه الطّائفة القاعدة بتحصيل الاحكام الشرعيّة و ينذروا قومهم اذا رجع القوم لعلّهم يحذرون عن المعاصى فالضّمير فى قوله سبحانه ليتفقّهوا و ينذروا قومهم راجع الى الطّائفة القاعدة و فى رجعوا راجع الى القوم و المقصود بالقوم هو الطّائفة النافرة و ثالثة يكون المعنى و ما كان للمؤمنين اى ما كان متيسّرا لهم او ما ينبغى ان ينفروا جميعا الى طلب العلم فلو لا نفر من كلّ فرقة طائفة ليتفقهوا فى الدّين بطلب العلم و لينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلّهم يحذرون عن المعاصى فمرجع الضّمائر الاربعة فى ليتفقهوا و ينذروا و قومهم و رجعوا هو الطّائفة النافرة و المقصود بالقوم هو الطّائفة القاعدة و رابعة يكون المعنى و ما كان ينبغى للمؤمنين ان ينفروا جميعا الى الجهاد فلو لا نفر ايضا من كلّ فرقة طائفة ليتفقّهوا فى الدّين بطلب العلم فينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلّهم يحذرون عن المعاصى فمرجع الضّمائر هنا هو المرجع فى السّابق و المقصود بالقوم هو المقصود به فى السّابق و الفرق هو كون النّفرين فى السّابق علميين و هاهنا النفر فى ليتفقهوا جهادى و فى نفر علمى و الآية سابقها من الآية بل اكثر الآيات السّابقة عليها بل الآية اللّاحقة لها فى باب الجهاد و ارتباط الآية مع سابقها على الوجهين الاوّلين بل الوجه الاخير من المعانى المذكورة ظاهر و اما على الوجه الثالث فربما يقال ان الارتباط من جهة اشتراك الجهاد و تحصيل العلم فى الاحتياج الى السّفر حيث ان الجهاد كما يحتاج الى المسافر كذا طلب العلم يحتاج اليها امّا فى زمن النبىّ (صلّى اللّه عليه و آله) فبالاضافة الى من لم يكن حاضرا عنده و امّا فى غيره ففى الأغلب حيث انّ طلب العلم لاغلب الاشخاص موقوف غالبا على المسافرة لكن الوجه الاوّل من المعانى المذكورة خلاف الظاهر حيث ان الظّاهر من تعليل النّفر بالتّفقه كون التفقّه غاية للنّفر مع انّ غاية النّفر للجهاد استيصال الكفار و التفقّه لو لم يمنع عنه الاشتغال بالحرب انّما هو من فائدة الحرب لا غايته و ايضا كون المقصود بالتفقّه هو مشاهدة آيات قدرة اللّه سبحانه ممّا يظهر فى محاربة المسلمين مع الكفّار خلاف الظاهر و امّا الوجه الثّانى فمخالفته للظّاهر اشدّ حيث ان الظّاهر كون التفقّه و الانذار علّة لنفر الطّائفة [2] لا قعود الطّائفة القاعدة كما هو الحال على فى هذا الوجه مع انّه على هذا الوجه لا يكون مرجع الضّمائر فى ليتفقّهوا و ينذروا مذكورا و هو خلاف الظّاهر على انّ المؤمنين لم يكونوا باسرهم حول النّبى (صلّى اللّه عليه و آله) حتى يتفق التفقّه للقاعدين منهم فربما يكون الطّائفة القاعدة من اهل القرى و البوادى مساكين فى منازلهم و لا يتاتّى له التفقّه و امّا الوجه الاخير فهو

يقتضى كون النّفر فى ينفروا جهاديا و فى نفر علميّا و هو خلاف الظّاهر فان الظّاهر اتّحاد النّفرين و بالجملة فعن النيسابورى نقل التفسير بالوجه الثالث عن الاكثر بل عليه يبتنى استدلال الاكثر بل هو الظّاهر بل لو قلنا بكونه خلاف الظاهر لانّه فى تلو آيات الجهاد بل قيل لما نزل فى المتخلفين عن الجهاد ما نزل فكان المؤمنون عند زمان سنوح سانحة الجهاد ينفرون كافة


[1] او المراد بالنفر فى الاوّل النفر للجهاد و فى الثانى النفر لتحصيل العلم‌

[2] النافرة

نام کتاب : رسالة في حجية الظن نویسنده : الكلباسي، أبو المعالي    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست