responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل الميرزا القمي نویسنده : القمّي، الميرزا أبو القاسم    جلد : 2  صفحه : 1035

في السؤال و قال:

«فقلت: من أين».

يعني من أين جئت، و ممّن منشؤك، أ لك أصل شريف، و قدر منيف في سابق الزمان؟

«فقال: من الطين؟».

يعني أنا في الأصل طين، و لم يكن لي مقدار.

ثمّ لمّا كان الإنسان- و إن كان عديم الأصل- خسيس المنشأ، وضيع المقدار بالفعل، فقد يعلّل نفسه بالآمال، و يترقّب وصول المنال، و يتبجّع بما يأمل حصوله في المال، فاستحفى غاية الاستحفاء، فقال:

«فقلت: إلى أين؟»

يعني أ لك منزلة في مستقبل الحال، و تترقّب وصولك في هذا السفر إلى منزل تحلّه في عزّة و جلالة.

«فقال: إلى الطين».

يعني مال أمري الطين، و أصير طينا، فكما أن خلقتي من الطين الحقيقي، و أتبدّل بعد ذلك بالطين الحقيقي، و الآن بعض عناصري الطين، أو أنا طين ادّعاء لأجل المشابهة في المقدار و عدم الأثر، فكذلك لم أك شيئا ذا قدر و كمال، و لست بشيء ذي منزلة و مقدار، و لا أرجو من جهة نقصي نيل شأن و اعتبار.

و يمكن أن يراد من قوله (عليه السلام): «إلى الطين» الحلول في الثرى، فمنها خلقنا و فيها يعيدنا، و لكن الأوّل أظهر.

ثمّ اعلم، أنّ التواضع و إظهار الذلّ، كما أنّه من المحامد، بل هو رأس الإيمان، و من أعظم ما يتقرّب به إلى الرحمن، و أدخل شيء في مخالفة النفس و الشيطان، فكذلك التصلّف و العجب، و تزكية النفس، و إطراء محامدها من الذمائم، و الصفات الرذيلة المانعة من القربان الباعثة على غلبة النفس و الشيطان، لكنّه قد يجب في بعض المواضع، سيّما لحجج اللّه على خلقه، المتوسّطين لتكميل عباد اللّه، و رفعهم

نام کتاب : رسائل الميرزا القمي نویسنده : القمّي، الميرزا أبو القاسم    جلد : 2  صفحه : 1035
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست