responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل الميرزا القمي نویسنده : القمّي، الميرزا أبو القاسم    جلد : 2  صفحه : 1034

نقائص نفسه، و جميع كمالات من يلتجئ إليه في حوائجه.

فكلّ جنبة من الاحتياج توجب زيادة جنبة من المعرفة، فتتزايد المعرفة بتزايد ذلك، حتّى تبلغ الكمال، و كأنّه لذلك قد خفي على الملائكة في خلق آدم (عليه السلام) حيث قالوا: أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ الدِّمٰاءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ [1] و قال: إِنِّي أَعْلَمُ مٰا لٰا تَعْلَمُونَ [2].

فإنّ الملائكة لمّا كانوا منزّهين عن الشهوات، غير مدركين للذّات الجسمانية، و غير مبتلين بالتعلّقات البهيميّة الحيوانيّة، كانوا غافلين عن أنّ كلّ مرحلة من مراحل الاحتياج توجب التوجّه إلى المحتاج إليه من هذه الحيثيّة من الكمال، و اللّه تعالى كان عالما بما لا يعلمون.

فالإنسان يدعو ربّه بقوله: «يا رازق يا مانع يا رافع يا محي و مميت و يا شافي و يا ساتر و يا جابر العظم الكسير»، و هكذا إلى آخر الأسماء، فيعترف بجميع الكمالات لربّه، و بجميع النقائص لنفسه.

و الملائكة لمّا لم يكن لها داع إلى الالتجاء إليه في أكثر تلك المقاصد، فتتقاعد عن تذكّر هذه الكمالات لمبدعها، فكمال الإنسان لمّا كان بمعرفة كمال نقصه لتترتّب عليه معرفة كمال مبدعه من جميع الوجوه.

[معنى قوله قال أنا الطين]

فقال: الرجل المسئول عنه الذي هو نفسه (عليه السلام): «أنا الطين» الذي هو أحسن العناصر و أذلّها، و المتواضع لكلّ من يقلبها و يثيرها، و يصرفها حالا عن حال، المقهور في حدّ ذاته، الذي لا يقدر على دفع شيء ممّا يراد به.

[معنى قوله من الطين إلى الطين]

و لمّا كان الإنسان قد يفتخر بأصله و نسبه، و إن لم يكن له كمال أو مقدار بالفعل، أو برفعته و جاهه السابقة الخالية و إن لم يكن بالفعل له عين منها و لا أثر، فاستحفى


[1]. البقرة: 30.

[2]. نفس المصدر.

نام کتاب : رسائل الميرزا القمي نویسنده : القمّي، الميرزا أبو القاسم    جلد : 2  صفحه : 1034
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست