هذه رسالة من المحقّق القمي (رحمه اللّه) في شرح الحديث المنسوب إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) الحمد للّه باعث الوسائل، و معطي النوائل و الصلاة و السلام على نبيّه المبعوث بأظهر المعجزات، و أبهر الدلائل، و على آله المنشعبين من أطهر الجراثيم، المنتهين إلى أشرف القبائل، سيّما صهره و وصيّه عضد الحقّ و مظهر العجائب في الأواخر و الأوائل، و حلّال عقد المشكلات، و موضح معضلات المسائل، و على أصحابه الراشدين المهديين المتحمّلين علومه، مرادة كلّ سالك و مالك، و مادّية كلّ سائل.
[دوافع البحث في الحديث]
و أمّا بعد: فهذه إجابة لما اقتضاه بعض أذكياء الأكابر من إخواننا الديّانين، و أصحابنا الفطنين في حلّ كلام ملغز، و مرام مرمز منسوب إلى مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه و آله أفضل صلاة المصلّين.
[عدم ذكر الحديث في شيء من الكتب]
و هذا الكلام و إن لم أك أره في كتاب، و لم أسمعه من أحد من مشايخي مسندا إلى ذلك الجناب بحيث يصلح للركون إليه و الاعتماد عليه، فلم يجب صرف الهمّة إليه، لكنّه لمّا كان مزلقة للضعفاء الذين لا يميّزون السين من الشين، و الغثّ من السمين لتشابه دلالاته، بل مضلّة للأذكياء الغائرين الممنوحين بالفكر المتين و النظر الرزين، لخفاء خبيّات إشاراته.
فكتبت هذه الكلمات على سبيل العجالة في ضنك الحال و ضيق المجال في