و حدثني أبو بشر قال: حدّثني أحمد بن عمرو، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن يحيى بن أبي أنيسة [14] ، عن الزّهري‌ [15] ، عن سعيد بن المسيّب‌ [16] ، عن أبيه‌ [17] قال‌ [18] :

لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول اللّه-صلّى اللّه عليه و آله-فوجد عنده أبا جهل و عبد اللّه بن أبي أميّة، فقال رسول اللّه-صلّى اللّه عليه و سلم-لأبي طالب:

يا عمّاه؛ قل لا إله إلاّ اللّه كلمة أشهد بها لك عند اللّه، فقال أبو جهل و عبد اللّه: يا أبا طالب؛ أ ترغب عن ملّة عبد المطلب؟فلم يزل النبيّ يعرضها عليه و يعيد أبو جهل تلك المقالة حتى قال أبو طالب: أنا على ملّة عبد المطلب.

قال أبو بشر: ما نشكّ في أن عبد المطلب على إرث ابراهيم‌ [19] ، يتبع فعل أسلافه في الحنيفيّة السمحة دين الأنبياء و الصّدّيقين، و كان مجاب الدعوة؛ ميمون النقيبة، و لو لم يرض اللّه تعالى دينه ما أجاب دعاءه. كانت تظهر (7/أ) له دلائل، منها [20] : أنه أحلّ حوض زمزم لمتوضّ و شارب و منعه من مغتسل، و كان من خالفه في ذلك يصيبه الداء.

قال: و حدثنا محمد بن الحسن بن مروان قال: حدثنا علي بن عبد العزيز [21] ، عن الزبير ابن بكّار، عن ابراهيم بن المنذر [22] ، عن عبد العزيز بن عمران‌ [23] ، عن عبد اللّه بن عثمان بن أبي سليمان قال: سمعت أبي‌ [24] يقول:

[14] في الأصل: بن أبي أبيه، و التصويب من تهذيب التهذيب: 11/183، و قد توفّي يحيى في سنة 146 هـ.

[15] محمد بن مسلم، المتوفى سنة 123 هـ أو قريبا من ذلك، تهذيب التهذيب: 9/450.

[16] المتوفى سنة 94 هـ، تهذيب التهذيب: 4/86.

[17] المسيب بن حزن المخزومي، المترجم في تهذيب التهذيب: 10/152.

[18] ورد نصّ الزهري عن سعيد في السير و المغازي: 237-238 و صحيح البخاري: 6/141 و طبقات ابن سعد: 1/ق 1/77 و دلائل النبوة: 2/342-343 و الروض الأنف: 2/170 و الاصابة: 4/117.

[19] أي ان عبد المطلب كان يتألّه كما في طبقات ابن سعد: 1/ق 1/50.

[20] ورد ما يأتي من المؤلف في البداية و النهاية: 2/247.

[21] لعله البغوي، المتوفى سنة 286 هـ، شذرات الذهب: 2/193.

[22] المتوفى سنة 236 هـ، تهذيب التهذيب: 1/167.

[23] المتوفى سنة 197 هـ، تهذيب التهذيب: 6/351.

[24] لعثمان بن أبي سليمان ترجمة في تهذيب التهذيب: 7/120.