و عصبة جاذبوك العزّ، فانقبضت # أكفّهم عن دراك المجد بالطّلب
شابهتهم منظرا، أو فتّهم خبرا؛ # إنّ الرّدينيّ معدود من القصب
هابوا ابتسامك في دهياء مظلمة، # و ليس يوصف ثغر اللّيث بالشّنب
سجيّة لك، فاتت كلّ منزلة، # و ضعضعت جنبات الحادث الأشب [1]
نسيمها من طباع الرّوض مسترق، # و طيب لذّتها من شيمة الضّرب [2]
تلقى الخميس إذا اسودّت جوانبه # بالمستنيرين من رأي و ذي شطب [3]
و نثرة فوقها صبر تظاهره، # أردّ منها لأذراب القنا السّلب [4]
لو لم يعوّضك هجر العيش صالحة # ما كنت تخرج من أثوابه القشب
يا ابن الذين، إذا عدّوا فضائلهم، # عدّ النّدى ضربهم في هامة النّشب [5]
بألسن راضة للقول لو نضيت # نابت عن السّمر في الأبدان و الحجب [6]
لا يستشيرون إلاّ كلّ منصلت # حامي الحقيقة طلاّع على النّقب [7]
ذي عزمة إن دعاها الرّوع منتصرا # تلفّتت عن غرار الصّارم الخشب [8]
يقرون حتّى لو انّ الضّيف فاتهم # حثّوا إليه صدور الأينق النّجب
أو أعوز الخطب في ليل بيوتهم # مدّوا يد النّار في الأعماد و الطّنب
[1] الأشب: المشتبك، من أشب الشر أي اشتبك.
[2] الضّرب: العسل.
[3] الخميس: الجيش الكثير العدد، أو المؤلّف من خمس فرق-ذي شطب:
السيف.
[4] النثرة: الدرع-الأذراب، جمع ذرب: الجرح الذي يبرأ-السلب:
الطوال.
[5] النشب: المال.
[6] راضة: مذللة-الحجب، جمع حجاب: غلاف القلب.
[7] المنصلت: السيف الصقيل-الحقيقة: ما يحق لك أن تحميه-النقب:
الطريق في الجبل.
[8] غرار السيف: حدّه-الخشب: المشحوذ.