نطق اللسان
(مجزوء الكامل)
نظم الشاعر هذه القصيدة مادحا أباه سنة 396، و فيها يذكر رد أملاكه إليه.
نطق اللّسان عن الضّمير، # و البشر عنوان البشير
الآن أعفيت القلو # ب من التّقلقل و النّفور
و انجابت الظّلماء عن # وضح الصّباح المستنير
ما طال يوم ملثّم # إلاّ استراح إلى السّفور
خبر تشبّث بالمسا # مع عن فم الملك الخطير
و أذلّ أعناق العدى، # ذلّ المطيّة للجرير [1]
يسمو به قول الخطيـ # ب و تستطيل يد المشير
و ضمائر الأعداء تقـ # ذف بالحنين على الزّفير
و سوابق العبرات تر # كض في السّوالف و النّحور
تفدي ضميرك في النّوا # ئب مستريب بالأمور
غرض بنعمته، و بعـ # ض القوم يشرق بالنّمير [2]
يغترّ بالدّنيا، و حبـ # لك لا يدلّى بالغرور
حسب المضمّخ بالدّما # ء كمن تغلّف بالعبير
و لأنت مثل القرّ يعـ # صف منه بالشّعرى العبور [3]
كنت النّسيم جرى عليـ # ه، فغضّ من نار الحرور
[1] المطية: الناقة أو الدابة-الجرير: الحبل، الرسن.
[2] غرض بنعمته: مملوء بنعمته-يشرق بالنمير: يغص بالماء الزلال.
[3] القر: البرد-الشعرى: كوكب يطلع في الجوزاء، و يبدو واضحا في الليالي الحارة-العبور: العابر.