بأخلاق أبّاء يعود بها الأذى # و عورا على الأعداء و هي دمائث
أقول لناعيه إلى المجد و العلى: # رمى فاك مسموم الغرارين فارث [1]
كأنّ سواد القلب طار بلبّه، # إلى الطّود أقنى ينفض الطّلّ ضابث [2]
و رزء رمى بين القلوب شواظه، # أجيج المصالي أسعرتها المحارث [3]
برغمي تمسي نازلا دار هجرة، # و أنت المصافي و القريب المنافث
و أن لا أجافي التّرب عنك براحة، # و لو نازعتنيها الرّقاق الفوارث [4]
و إن تشتمل أرض عليك، فإنّما # على ماء عينيّ النّقا و الكثاكث [5]
سقى النّضد النّجديّ ملقى ضرائح # بها منكم المستصرخون الغوائث [6]
فسيّان فيها، من وقار و من على، # عظامكم و الرّاسيات اللّوابث
و لا برحت تندي عقود صعيدها، # نفاثة ما جاد الغمام النّوافث
لها خدشات بالموامي، كأنّها # على لقم البيداء أيد عوابث [7]
صبابة عزّ عبّ في مائها الرّدى، # و عاد إليها، و هو ظمآن غارث [8]
و أفنان دوحات من المجد أشرعت # مشاظي الرّدى ما بينها و المشاعث [9]
و ما كنت أخشى الدّهر إلاّ عليهم، # فهان الرّزايا بعدهم و الحوادث
[1] الفارث: المفرق.
[2] الأقنى: البازي-الضابث: القابض بمخالبه.
[3] الشواظ: اللهب-المصالي، من صلي النار: قاسى حرّها-المحارث، جمع محراث: ما تحرّك به النار.
[4] الرقاق الفوارث: السيوف الرقيقة.
[5] النقا: القطعة من الرمل-الكثاكث: التراب.
[6] النضد: الجبل-الغوائث: الذين يغيثون من يلجأ إليهم.
[7] الموامي، جمع موماة: الفلاة-عوابث: لواعب.
[8] غارث: جائع.
[9] المشاظي، من التشظية: التفريق-المشاعث، من التشعث: التفرق.
غ