يا آمن الأقدار
(الكامل)
يا آمن الأقدار بادر صرفها، # و اعلم بأنّ الطّالبين حثاث
خذ من تراثك ما استطعت فإنّما # شركاؤك الأيّام و الورّاث
لم يقض حقّ المال إلاّ معشر # وجدوا الزّمان يعيث فيه، فعاثوا
تحثو على عيب الغني يد الغنى، # و الفقر عن عيب الفتى بحّاث [1]
المال مال المرء ما بلغت به الـ # شّهوات، أو دفعت به الأحداث
ما كان منه فاضلا عن قوته، # فليعلمنّ بأنّه ميراث
ما لي، إلى الدّنيا الغرورة، حاجة، # فليخز ساحر كيدها النّفّاث
طلقتها ألفا لأحسم داءها، # و طلاق من عزم الطلاق ثلاث
سكناتها محذورة، و عهودها # منقوضة، و حبالها أنكاث
أمّ المصائب لا يزال يروعنا # منها ذكور نوائب و إناث
إنّي لأعجب من رجال أمسكوا # بحبائل الدّنيا، و هنّ رثاث [2]
كنزوا الكنوز، و أغفلوا شهواتهم، # فالأرض تشبع و البطون غراث [3]
أ تراهم لم يعلموا أنّ التّقى # أزوادنا، و ديارنا الأجداث [4]
[1] يعد هذا البيت من الحكم المشهورة و المتداولة.
[2] رثاث: من رث: أصبح خلقا باليا.
[3] البطون غراث: البطون جائعة.
[4] أزوادنا: جمع زاد.
غ