عبد اللَّه: خمس قد مضين: اللّزام [ (1)]، و الروم، و الدخان، و القمر، و البطشة [ (2)].
و قال أيّوب و غيره، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: جاء أبو سفيان إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) يستغيث من الجوع، لأنّهم لم يجدوا شيئا، حتى أكلوا العلهز [ (3)]. بالدم، فنزلت: وَ لَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما يَتَضَرَّعُونَ [ (4)].
ذكر الرّوم
و قال أبو إسحاق الفزاريّ، عن سفيان، عن حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: كان المسلمون يحبّون أن تظهر الرّوم على فارس، لأنّهم أهل كتاب، و كان المشركون يحبّون أن تظهر فارس على الروم، لأنّهم أهل أوثان، فذكر ذلك المسلمون لأبي بكر، فذكره للنّبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلم)، فقال: «أما إنّهم سيظهرون»، فذكر أبو بكر لهم ذلك، فقالوا:
اجعل بيننا و بينكم أجلا، فجعل بينهم أجل خمس سنين فلم يظهروا، فذكر ذلك أبو بكر لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم)، فقال: «ألا جعلته- أراه قال- دون العشر»،
قال: فظهرت الروم بعد ذلك. فذلك قوله تعالى: غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ [ (5)] [ (6)].
[ (1)] اللّزام: المراد به قوله تعالى: فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً أي يكون عذابهم لازما، قالوا: و هو ما جرى عليهم يوم بدر من القتل و الأسر، و هي البطشة الكبرى.
[ (2)] أخرجه البخاري في كتاب التفسير 6/ 39 تفسير سورة الدخان و 6/ 41، و مسلّم (2798/ 41) كتاب صفات المنافقين و أحكامهم، باب الدخان.
[ (3)] أي يخلطون الدم بأوبار الإبل و يشوونه و يأكلونه في سنين المجاعة.
[ (4)] سورة المؤمنون- الآية 76.
[ (5)] سورة الروم- الآية 2.
[ (6)] أخرجه الترمذيّ 5/ 23- 24 في التفسير رقم (3245) سورة الروم، و أحمد 1/ 276 و 304 و انظر دلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 123، و للبيهقي 2/ 90.