قال سفيان الثّوريّ: و سمعت أنّهم ظهروا يوم بدر [ (1)].
و قال الحسين بن الحسن بن عطيّة العوفيّ: حدّثني أبي، عن جدّي، عن ابن عبّاس: الم غُلِبَتِ الرُّومُ [ (2)] قال: قد مضى ذلك و غلبتهم فارس، ثم غلبتهم الروم بعد ذلك، و لقي نبيّ اللَّه مشركي العرب، و التقت الروم و فارس، فنصر اللَّه النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلم) على المشركين، و نصر الرّوم على مشركي العجم، ففرح المؤمنون بنصر اللَّه إيّاهم، و نصر أهل الكتاب.
قال عطيّة: فسألت أبا سعيد الخدريّ عن ذلك، فقال: التقينا مع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) نحن و مشركو العرب، و التقت الروم و فارس، فنصرنا اللَّه على المشركين، و نصر اللَّه أهل الكتاب على المجوس، ففرحنا بنصرنا و نصرهم [ (3)].
و قال اللّيث: حدّثني عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة قال: لمّا نزلت هاتان الآيتان- يعني أوّل الرّوم- ناحب أبو بكر بعض المشركين- يعني راهن قبل أن يحرّم القمار- على شيء، إن لم تغلب فارس في سبع سنين، فقال رسول اللَّه: «لم فعلت، فكلّ ما دون العشر بضع»،
فكان ظهور فارس على الروم في سبع سنين، و ظهور الروم على فارس في تسع سنين. ثم أظهر اللَّه الروم عليهم زمن الحديبيّة، ففرح بذلك المسلمون [ (4)].
[ (1)] أخرجه الترمذي 5/ 24 رقم (3245) في تفسير سورة الروم في متن الحديث السابق، و البيهقي في دلائل النبوّة 2/ 92، و انظر تفسير ابن كثير، و دلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 123.
[ (2)] أول سورة الروم.
[ (3)] أخرجه الترمذي مختصرا 5/ 23 رقم (3244) في سورة الروم، و قال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
[ (4)] أخرجه الترمذي بنحوه 5/ 24 رقم (3245) في تفسير سورة الروم، و قال: هذا حديث غريب حسن من هذا الوجه من حديث الزهري، عن عبيد اللَّه، عن ابن عباس.