فأصابتهم سنة فحصّت [ (1)] كلّ شيء حتى أكلوا الجيف و الميتة، حتى إنّ أحدهم كان يرى ما بينه و بين السّماء كهيئة الدّخان من الجوع، ثم دعوا فكشف عنهم، يعني قولهم رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ [ (2)]. ثم قرأ عبد اللَّه إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ [ (3)] قال: فعادوا فكفروا فأخّروا إلى يوم بدر يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى [ (4)].
قال عبد اللَّه يوم بدر فانتقم منهم. متّفق عليه [ (5)].
و قال عليّ بن ثابت الدّهّان [ (6)]- و قد توفّي سنة تسع عشرة و مائتين: أنبأ أسباط بن نصر، عن منصور، عن أبي الضّحى، عن مسروق، عن عبد اللَّه قال: لما رأى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) من النّاس إدبارا قال: «اللَّهمّ سبع كسبع يوسف»
فأخذتهم سنة حتى أكلوا الميتة و الجلود و العظام، فجاءه أبو سفيان و غيره فقال: إنّك تزعم أنّك بعثت رحمة، و إنّ قومك قد هلكوا، فادع اللَّه لهم، فدعا فسقوا الغيث [ (7)].
قال ابن مسعود: مضت آية الدّخان، و هو الجوع الّذي أصابهم، و آية الرّوم، و البطشة الكبرى، و انشقاق القمر.
و أخرجا من حديث الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروق، قال
[ (1)] أي حصدت و قطعت.
[ (2)] سورة الدخان- الآية 12.
[ (3)] سورة الدخان- الآية 15.
[ (4)] سورة الدخان- الآية 16.
[ (5)] أخرجه البخاري في كتاب التفسير 6/ 19- 20 تفسير سورة الروم، و 6/ 39 تفسير سورة الدخان، و مسلّم (2798) كتاب صفات المنافقين و أحكامهم، باب الدخان، و أحمد 1/ 381 و 431 و 441.
[ (6)] انظر عنه: تهذيب التهذيب 7/ 289 رقم 500.
[ (7)] أخرجه البخاري 2/ 15 في كتاب الاستسقاء، باب دعاء النبي (صلّى اللَّه عليه و سلم): اجعلها سنين كسنيّ يوسف».