و الزيارات و الصدقات إلى غير ذلك من أفعال الخير و كذا بالأفعال السيّئة و المعاصي مما ورد فيها من ترتّب السيّئة و الشرور و النحوسات.
و مما ذكرنا يظهر ضعف الوهم بأنّ الأدعية و التوسلات كلّها لا توجب إلّا نحو تقرّب إلى اللّه سبحانه و تعالى تقرّبا منزلية و لا يدفع بها البلاء و لا يجلب بها نفع، نظير المريض و تأوهه، حيث لا يجدي لشفائه و لا يوجب تخفيف ألمه.
و هذا الوهم تكذيب للكتاب المجيد، مثل قوله سبحانه و تعالى. وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ[1]، قوله: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ[2]، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة و الأخبار المتواترة و هذا الوهم التزام بما قالت اليهود على ما حكى اللّه سبحانه عنهم في قوله تعالى: يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا[3].
و بالجملة، البداء بمعنى التغيّر في الإرادة لانكشاف الخطأ أو الجهل بالواقع غير معقول بالإضافة إلى اللّه سبحانه و تعالى، بل بالإضافة إليه سبحانه و تعالى من تخلّف المعلّق عليه في قضائه غير المحتوم، عمّا في علمه المخزون و في هذه الموارد قد يقع الأخبار عن النبي أو الوصي بما في لوح المحو و الإثبات ثم يظهر تخلّفه عمّا في لوحه المحفوظ لما أشرنا إليه من موجب التخلّف يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ[4].