responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس في مسائل علم الأصول نویسنده : التبريزي، الميرزا جواد    جلد : 3  صفحه : 294

ثمّ إنّه إذا كان المفهوم الموافق أخصّ من العام كما إذا ورد في خطاب «لا تشتم أحدا» و ورد في خطاب آخر «لا بأس بشتم أعوان الظلمة» يكون مفهومه الموافق نفي البأس عن شتم نفس الظلمة، و لا ينبغي التأمّل في تخصيص العام به فإنّه لا مجرى لأصالة العموم في ناحية العام مع قيام القرينة على أنّ الحكم الوارد فيه لا يعم ثبوتا بعض أفراده و المفهوم الموافق الخاص كالخاص المنطوقي قرينة على ذلك.

و أمّا إذا كانت النسبة بين العام و مفهوم الموافقة العموم من وجه كما إذا ورد في خطاب «اضرب كلّ فاسق متجاهر بفسقه حتى يرتدع»، فإنّ العموم المزبور يعمّ ما إذا كان الفاسق المتجاهر أب الضارب أو أمّه فتقع المعارضة بينه و بين مفهوم الموافقة لقوله سبحانه و تعالى‌ فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ‌ [1] و النسبة العموم من وجه فيجتمعان في الأب و الأم المتجاهرين بفسقهما و في مثل ذلك لا موجب لرفع اليد عن عموم كلّ فاسق في قوله «اضرب كل فاسق يتجاهر بفسقه» أو ترجيح المفهوم الموافق.

نعم، إذا كان المنطوق أخصّ مطلقا من العام و لكن كان مفهومه أعمّ من وجه بالنسبة إلى العام كما إذا ورد في خطاب «لا تكرم الفسّاق» و ورد في خطاب آخر «أكرم الفاسق من خدّام العلماء» الدالّ بمفهومه الموافق على إكرام نفس العلماء يرفع اليد عن عموم «لا تكرم الفسّاق» بالإضافة إلى العالم الفاسق و ذلك لأنّ قوله «أكرم الفاسق من خدّام العلماء» أخصّ بالإضافة إلى العام فيخصّص العام به و المفروض أنّ تخصيص العام به يلازم تخصيصا آخر و هو طلب إكرام نفس العالم الفاسق.


[1] سورة الإسراء: الآية 23.

نام کتاب : دروس في مسائل علم الأصول نویسنده : التبريزي، الميرزا جواد    جلد : 3  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست