responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس في علم الأصول؛ الحلقة الثالثة - ط مجمع الفكر نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 430

مسلك حقّ الطاعة- كان موضوع حكمه بالتعذير عبارة عن انتفاء مطلق الانكشاف المذكور أيضاً الذي يساوي القطع بانتفاء الحكم الإلزامي أو وصول حكمٍ ظاهري مؤمّن عن التكليف.

و ليس موضوع حكم العقل بالتعذير عبارة عن الانكشاف القطعي أو مطلق الانكشاف للحكم المشتمل على ملاك الترخيص على غرار كون موضوع حكمه بالتنجيز عبارة عن الانكشاف القطعي أو مطلق الانكشاف للحكم المشتمل على ملاك الإلزام، حتّى يقال بإمكان اجتماعهما معاً على مستوى الانكشاف الاحتمالي، كما في حالات الشكّ، و على مستوى الانكشاف القطعي كما في حالات العلم الإجمالي المشار إليه في النقض الأوّل من النقوض الثلاثة.

و الدليل على أنّ موضوع حكم العقل بالتعذير نقيض موضوع حكمه بالتنجيز و ليس أمراً مستقلًا عن ذلك عبارة عن أنّ التقابل بين نفس التنجيز و التعذير العقليين تقابل النقيضين و ليس تقابل الضدّين، إذ أنّنا لو عرّفنا التنجيز بأمرٍ وجوديّ و هو «ثبوت حقّ الطاعة أو حقّ العذاب و المؤاخذة للمولى على العبد» كان التعذير عبارة عن العدم المقابل لذلك الوجود، أعني «عدم ثبوت هذه‌ الحقوق له عليه»، و لو عرّفنا التنجيز بأمرٍ عدميّ و هو «عدم قبح عقاب المولى و مؤاخذته للعبد عند المخالفة» كان التعذير عبارة عن الوجود المقابل لذلك العدم، أعني «قبح عقاب المولى و مؤاخذته للعبد عند المخالفة»، و على كلا التقديرين يكون التقابل بينهما تقابل النقيضين لا تقابل الضدّين‌ [1]، فبحسب‌


[1] و أمّا ما يقال من أنّ التنجيز حقٌّ للمولى على العبد و التعذير حقٌّ للعبد على المولى فلا يعني كون التقابل بينهما تقابل الضدّين، لأنّ هذا في الحقيقة تلفيقٌ بين التعريفين المذكورين و ليس تعريفاً ثالثاً للتنجيز و التعذير، و ذلك لأنّ ما يقال من حقّ المولى على العبد في حال التنجيز مرجعه في الحقيقة إلى ما ذكرنا من «ثبوت حقّ الطاعة أو العقاب أو المؤاخذة للمولى على العبد» و هو يقابل نفي هذا الحقّ في حال التعذير، و ما يقال من حقّ العبد على المولى في حال التعذير مرجعه في الحقيقة إلى ما ذكرنا من «قبح عقاب المولى و مؤاخذته للعبد عند المخالفة» و هو يقابل نفي هذا القبح في حال التنجيز.

و لا يخفى أنّ دور العقل تجاه كلّ من التنجيز و التعذير و إن كان دوراً إيجابيّاً، و هو عبارة عن دور الإدراك، بمعنى أنّه كما يدرك العقل ثبوت حقّ الطاعة مثلًا في باب التنجيز، يدرك أيضاً نفي هذا الحقّ في باب التعذير، و لا يكتفي بعدم إدراك هذا الحقّ فحسب، و لكنّ هذا لا يعني أيضاً كون التقابل بين التنجيز و التعذير تقابل الضدّين، و ذلك لأنّ التنجيز و التعذير ليسا عبارةً عن نفس هذين الإدراكين الصادرين من العقل حتّى يصبحا أمرين وجوديّين، بل هما عبارة عن المدرَكين بهذين الإدراكين العقليّين، و قد عرفت أنّ التقابل بينهما تقابل النقيضين‌

نام کتاب : دروس في علم الأصول؛ الحلقة الثالثة - ط مجمع الفكر نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست