أنه ربما يذكر للصيغة معان قد استعملت فيها، و قد عدّ منها: الترجي، و التمني، و التهديد، و الإنذار، و الإهانة، و الاحتقار، و التعجيز، و التسخير إلى غير ذلك.
صيغة الأمر
(1) المبحث الأول في صيغة الأمر، و فيها تسعة مباحث، و خاتمة، و يذكر المصنف- في المبحث الأول- ما لها من المعاني.
و في المبحث الثاني: يقع الكلام في بيان ما هو الموضوع له لصيغة الأمر، فالمبحث الثاني حينئذ ليس تكرارا للمبحث الأول؛ لأن المبحث الأول: ناظر إلى ما استعملت فيه صيغة الأمر من المعاني. و المبحث الثاني: ناظر إلى بيان ما هو الموضوع له لها من هذه المعاني. فنقول: إنه قد ذكرت لها معان عديدة، و قد أنهاها بعض إلى نيف و عشرين.
و لكن نكتفي بذكر ما ذكره الملّا صالح في حاشية المعالم حيث قال: صيغة افعل تستعمل في خمسة عشر معنى:
1- الوجوب: نحو: أَقِيمُوا الصَّلاةَ. البقرة 110.
2- الندب: نحو: فَكاتِبُوهُمْ النور: 33، فإن الكتابة مندوبة إذ ليس في تركها عقاب مع ترتب الثواب عليها.
3- الإباحة: نحو: كُلُوا وَ اشْرَبُوا. البقرة: 60.
4- التهديد: نحو: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ. فصلت: 40. و يقرب منه الإنذار نحو:
قُلْ تَمَتَّعُوا إبراهيم: 30، و بعضهم جعله قسما على حدة.
5- الإرشاد: نحو: وَ اسْتَشْهِدُوا. البقرة: 282، فإن الله تعالى أرشد العباد عند المداينة إلى الاستشهاد رعاية لمصلحتهم، قيل: الفرق بينه و بين الندب: أن الندب لثواب الآخرة، و الاستشهاد لمنافع الدنيا؛ إذ لا ينقص الثواب بترك الإشهاد في المداينة، و لا يزيد بفعله.