نام کتاب : دراسات في الأصول - تقريرات نویسنده : السيد صمد علي الموسوي جلد : 1 صفحه : 607
و المسارعة يصدق مع التراخي أيضا؛ لأنّ إتيان بعض المكلّفين العمل قبل بعض الآخر يصدق أنّه استبق العمل بالنسبة إلى غيره، فلا يستفاد من الآيتين الدلالة على الفوريّة قطعا.
و مع قطع النظر عن هذه الإشكالات نبحث أيضا في أنّ ظهور آية فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ* في العموم لا يكون قابلا للمناقشة، فإنّ دلالة الجمع المحلّى باللام على العموم متّفق عليه، فيكون مفاد الآية: و استبقوا إلى كلّ ما هو خير، و هذا يوجب الإشكال من حيث شمولها المستحبّات كما سيأتي.
و أمّا الاستدلال بآية: وَ سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فهو مبتن على أن يكون لفظ السبب مقدّرا؛ إذ المغفرة من أفعاله تعالى، و لا معنى للسرعة إلى فعل الغير، فلا بدّ أن يكون المقدّر ما هو فعل المكلّف و هو السبب، و هذا أيضا يكون قابلا للمناقشة؛ بأنّ فعل الغير على قسمين: فإنّه قد لا يكون مربوطا بهذا المكلّف بوجه، و حينئذ لا معنى للسرعة إلى هذا النحو من فعل الغير، و قد يكون مربوطا بالمكلّف في عين كونه من أفعال الغير، و حينئذ لا مانع من أن تكون السرعة إلى فعل الغير واجبا بلحاظ هذا الارتباط، كقولنا للطالب مثلا: «اسرع إلى الشهريّة»، مع أنّ إعطاء الشهريّة فعل الغير، و لكنّ طرف إضافة الإعطاء هو الطالب، و لذا يصحّ هذا القول له، و المغفرة أيضا من هذا القبيل؛ إذ يصحّ أنّ المغفرة فعل اللّه تعالى.
و أمّا بلحاظ ارتباطه بالمكلّفين فلا مانع من قولنا: «اسرعوا إلى مغفرة من ربّكم». هذا أوّلا.
على أنّه يرد على كلا فرضي التقدير و عدمه إشكال مهمّ آخر، و هو أنّه لو فرضنا عدم التقدير في الآية فتكون المغفرة نكرة موصوفة، و معناها: سارعوا
نام کتاب : دراسات في الأصول - تقريرات نویسنده : السيد صمد علي الموسوي جلد : 1 صفحه : 607