نام کتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب نویسنده : ابن حجة الحموي جلد : 4 صفحه : 86
في تكرار [1] الترشيح هنا/فائدة لو لاها [2] لم يكن لمكرّره [3] حلاوة. و الفائدة [4] إذا قيل: ما الفرق بين «التورية» و «الترشيح» ، و قد جعلت مثاليهما واحدا؟[قلت] [5] :
فالفرق [6] بينهما [7] من وجهين، أحدهما[أنّ] [8] من أنواع البديع ما لا يحتاج إلى ترشيح، و هي التورية المجرّدة المحضة، و الثاني أنّ الترشيح ما [9] لا يختصّ بالتورية دون بقيّة الأبواب، بل يعمّ المطابقة و الاستعارة و غيرهما في كثير من الأبواب، أ لا ترى إلى قول أبي الطيّب المتنبّي، و هو [10] [من الكامل]:
و خفوق قلب لو رأيت لهيبه # يا جنّتي لظننت [11] فيه جهنّما [12]
فإنّ قوله «يا جنّتي» رشّحت لفظة «جهنّم» للمطابقة، و لو قال مكانها «يا منيتي» لم يكن في البيت مطابقة ألبتّة [13] .
و أمّا ترشيح الاستعارة فكقول بعض العرب[من الطويل]:
إذا ما رأيت النسر عزّى ابن [14] دأية # و عشعش في و كريه طارت له نفسي [15]
فإنّه شبّه الشيب بالنسر لاشتراكهما في البياض، و شبّه [16] الشعر الأسود بابن دأية، و هو الغراب، لاشتراكهما [17] في السّواد، و استعار «التعشيش» من الطائر لـ «الشيب» لمّا سمّاه «نسرا» ، و رشّح به إلى ذكر «الطيران» الذي استعاره لنفسه من