التّرشيح‌

50 *

93- «يس» زادت على «لقمان» حكمته # و بان ترشيحه في «نون و القلم» [1]

هذا النوع، أعني الترشيح، هو أن يأتي المتكلّم بكلمة لا تصلح لضرب من المحاسن حتى يؤتى بلفظة ترشّحها و تؤهّلها لذلك، كقول التهاميّ‌ [2] في مرثيّته المشهورة[من الكامل‌]:

و إذا رجوت المستحيل فإنّما # تبني الرّجاء على شفير هار [3]

فلو لا ذكر «الشفير» لما كان في «الرجاء» تورية بـ «رجاء» البئر، و لكان من «رجوت الأمر» لقوله‌ [4] أوّلا: «و إذا رجوت المستحيل» .

قلت: و هذا النوع تقدّم ذكره في باب التورية المرشحة، و قد تقدّم‌ [5] أيضا أنّ التورية أربعة أنواع: مجرّدة و مرشّحة و مهيّأة و مبيّنة [6] ؛ و المرشحة [7] هي التي يذكر فيها لازم من لوازم المورّى به قبل لفظ التورية أو بعده، و سمّيت مرشّحة لترشيحها و تقويتها بذكر لازم المورّى به، و تقدّم هذا في باب التورية المرشّحة، و لكن ذكروا

[50] * في ط: «ذكر الترشيح» .

[1] البيت في ديوانه ورقة 6 أ؛ و فيه: «يسين زادة» ؛ و نفحات الأزهار ص 107. « يس (1) (يس: 1) .

و لقمان: اسم سورة؛ و «نون و القلم» بداية الآية الأولى من «القلم» .

[2] في ب: «النهانيّ» .

[3] البيت في ديوانه ص 30؛ و في نسخة أخرى ص 462؛ و شرح الكافية البديعية ص 165؛ و البداية و النهاية 12/460؛ و نفحات الأزهار ص 106.

و الرّجاء: الأمل؛ و الرّجا: ناحية البئر.

(اللسان 14/309-310 (رجا) ) .

[4] في ب، و: «كقوله» .

[5] في ب، د، و: «و تقدّم» .

[6] في د: «و مبيّنة و مهيّأة» .

[7] في ط: «فالمرشّحة» .