نام کتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب نویسنده : ابن حجة الحموي جلد : 4 صفحه : 6
فإنّ اللّه تعالى [1] لا يقطع عنكم فضله حتّى تملّوا [2] من [3] مسألته، فوضع «لا يملّ» موضع «لا يقطع[الثواب] [4] » ، على جهة المشاكلة، و هو ممّا [5] وقع فيه لفظ المشاكلة أوّلا.
و منه قول عمرو بن كلثوم في معلّقته[من الوافر]:
ألا لا يجهلن أحد علينا # فنجهل فوق جهل الجاهلينا [6]
أي فنجازيه على جهله، فجعل لفظة «فنجهل» [7] موضع «فنجازيه» لأجل المشاكلة. و منه [8] قول الشاعر، و تلطّف ما شاء [9] [من الكامل]:
قالوا: اقترح شيئا نجد لك طبخه # قلت: اطبخوا لي جبّة و قميصا [10]
أراد «خيطوا» ، و ذكره [11] /بلفظ [12] «اطبخوا» لوقوعه في[صحبة] [13] «طبخه» .
قلت: قد [14] تقرّر[أنّ] [15] هذا النوع، أعني المشاكلة اللفظيّة، أن يأتي المتكلّم في كلامه باسم من الأسماء المشتركة في موضعين، فيشاكل [16] إحدى المشاكلتين [17] اللفظيّتين [18] الأخرى في الخطّ[و اللفظ] [19] ، و مفهومهما مختلف.
ق-الكبرى للبيهقيّ 3/109، 110؛ و كنز العمال للمتّقي الهندي ص 5297؛ و مشكل الآثار للطحاوي 1/272؛ و فتح الباري لابن حجر 4/213؛ و تفسير القرطبي 1/208، 19/37؛ و تفسير الطبري 29/50، 79.