نام کتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب نویسنده : ابن حجة الحموي جلد : 4 صفحه : 57
و يعجبني هنا قول أبي البيداء[من الطويل]:
و ما لي انتصار إن غدا الدّهر جائرا # عليّ، بلى إن كان من عندك النصر [1]
[قلت] [2] : أمّا [3] من سمّى هذا النوع «استدراكا» و «اعتراضا» فتسميته غير صحيحة، و الذي أقوله [4] : إنّ هذا النوع، أعني [5] الرجوع، لا فرق بينه و بين [6] السّلب و الإيجاب، و قد تقدّم قول أبي هلال العسكريّ: إنّ السّلب و الإيجاب هو أن يبني المتكلّم كلامه على نفي شيء من جهة و إثباته من جهة أخرى. و قال القاضي جلال الدّين[القزوينيّ] [7] الرجوع هو العود على الكلام السّابق بالنقض. فكلّ [8] من التقريرين [9] لائق بالنوعين، /و للمتأمّل أن ينظر في ذلك ليحسن [10] ذوقه و تفطّنه [11] .
و بيت الشيخ صفيّ الدين [12] الحليّ في بديعيته [13] قوله [14] :
أطلتها ضمن تقصيري، فقام بها # عذري، و هيهات إنّ العذر لم يقم [15]
و بيت العميان في بديعيتهم، رحمهم اللّه [16] [على هذا النوع، هو] [17] :
قلّوا ببدر ففلّوا غرب شانئهم # به و ما قلّ جمع بالرّسول حمي [18]
قو للعبّاس بن قطن الهلاليّ في التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه ص 60؛ و شرح ديوان الحماسة 3/1341.
[1] البيت في نفحات الأزهار ص 164، و شرح الكافية البديعية ص 332.