نام کتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب نویسنده : ابن حجة الحموي جلد : 4 صفحه : 49
المعنويّ، فإنّه ذكر «الغزالة» في أوّل البيت [1] و أضمر «الغزالة الشمسيّة» في الشطر الثاني، و هذا النوع تقدّم تقريره، و لو صرّح الشيخ عزّ الدين [2] في الشطر الثاني بلفظ [3] «الغزالة» ، و ذكر معها «الإشراق» و «النور» بحيث يزيل وهم السامع أنّ المراد [4] «الغزالة الوحشيّة» ، و لا يتحقّق [5] أنّ المراد «الغزالة الشمسيّة» أو بالعكس، كان نوع الاشتراك [6] في بيته خالصا مع ما فيه من النظر، و هو أنّ كلاّ من الغزالتين سلّم على النبيّ، (صلّى اللّه عليه و سلّم) [7] ، و لكنّه أضمر [8] لفظ [9] «الغزالة» الثانية، فتحتّم أنّه صار جناسا معنويّا، و لعمري إنّه أحسن من بيته الذي استشهد به [10] على الجناس المعنويّ في أوّل بديعيّته[و هو] [11] :
و كافر نعم الإحسان في عذل # كظلمة الليل عن ذا المعنويّ عمي [12]
فإنّه أظهر في أوّل البيت لفظة «كافر» ، و الليل يسمّى «كافرا» ، فأضمر لفظة «كافر» الذي هو «الليل» ، و تاللّه إنّ بيته الذي نظمه شاهدا على نوع الاشتراك يستحقّ الجناس المعنويّ استحقاقا ذوقيّا؛ و هو أسجم من هذا البيت و أدقّ من [13] المعنى [14] و أوقع في الأسماع و أحلى في الأذواق [15] .
و بيت بديعيّتي أقول فيه عن النبيّ، (صلّى اللّه عليه و سلّم) [16] :
بالحجر ساد فلا ندّ يشاركه # حجر الكتاب المبين الواضح اللّقم/ [17]
هذا البيت يجب أن يعتمد عليه في نظم [18] هذا النوع، فإنّ بيت الشيخ صفيّ