نام کتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب نویسنده : ابن حجة الحموي جلد : 4 صفحه : 359
جلّ عن سائر الخلائق قدرا [1] # فاخترعنا في مدحه التّنزيلا [2]
و اعلم أنّ الاقتباس على نوعين: نوع [3] لا يخرج[به] [4] المقتبس منه [5] عن معناه، كقول الحريريّ: «فلم يكن إلاّ كلمح البصر أو أقرب [6] ، حتى أنشد فأغرب» ؛ فإنّ الحريريّ كنّى به عن شدّة القرب [7] ، و كذلك هو في الآية الكريمة [8] ؛ و نوع يخرج المقتبس به [9] عن معناه، كقول ابن الروميّ[من الهزج]:
لقد أنزلت حاجاتي [12] # بِوََادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ[13] /
فإنّ الشاعر كنّى به عن الرجل الذي لا يرجى نفعه، و المراد به في الآية الكريمة أرض مكّة، شرّفها اللّه و عظّمها [14] ، ثمّ اعلم أنّه يجوز أن يغيّر لفظ المقتبس منه بزيادة أو نقصان أو تقديم أو تأخير أو إبدال ظاهر [15] من مضمر [16] أو غير ذلك.
فالزيادة و إبدال ظاهر من مضمر [17] ، كقول الشاعر[من مخلّع البسيط]:
كان الذي خفت أن يكونا # إنّا إلى اللّه راجعونا [18]
فزاد الألف في «راجعون» [19] على جهة الإشباع، و أتى بالظاهر مكان المضمر
[13] إبراهيم: 37. و البيتان في ديوانه 4/ 344؛ و فيه: «في مدحيك ما» ؛ و الإيضاح ص 343؛ و عروس الأفراح 4/513؛ و نظم الدرّ و العقيان ص 310؛ و معاهد التنصيص 4/137؛ و فيها: «في مدحك ما» .
[14] «شرّفها اللّه و عظّمها» سقطت من د، و؛ و في ب: «المشرّفة» .