نام کتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب نویسنده : ابن حجة الحموي جلد : 4 صفحه : 334
فإنّ زهيرا قصد تركيب البيت الأوّل من ألفاظ تدلّ على معنى عربي [1] ، لكنّ المعنى غير غريب، فركّبه من ألفاظ مبسوطة [2] بين الغرابة و الاستعمال، و لمّا جنح في البيت الثاني إلى معنى أبين من الأوّل و أغرب، ركّبه من ألفاظ مستعملة معروفة.
و بيت الشيخ صفيّ الدّين [3] الحليّ في بديعيته [4] [على هذا النوع] [5] قوله:
كأنّما حلق [6] السّعديّ منتثرا # على الثّرى بين منفضّ [7] و منفصم [8]
تؤلّف اللفظ و المعنى فصاحته # تبارك اللّه منشي الدّرّ في الكلم [11]
بيت الشيخ عزّ الدين [12] في هذا النوع عامر، و بيت الشيخ صفيّ الدّين [13] خراب، لأنّه غير صالح للتجريد، و لم يظهر له معنى حتّى يأتي بالمشبّه به في البيت الثاني [14] ، و على هذا التقدير لم يحصل في بيته ائتلاف بين اللفظ و المعنى، و اللّه أعلم [15] .
و بيت بديعيتي أقول فيه عن النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) [16] :
تألّف اللفظ و المعنى بمدحته # و الجسم عندي بغير الرّوح لم يقم [17] /