الرابع [2] : التّرصيع [3] : و قد تقدّم الكلام عليه.
قلت: و إذا [4] كنت منشئ ديوان [5] الإنشاء الشريف بالممالك الإسلاميّة المحروسة، فتعيّن [6] أن أورد هنا لكتّاب الإنشاء الشريف [7] ، [أنشأت جميع] [8] ما يحتاجون إليه من الفوائد التي أخذتها عن علماء هذا الفنّ، فإنّهم قالوا [9] : قصر الفقرات [10] يدلّ [11] على قوّة المنشئ، و أقلّ ما يكون من كلمتين، كقوله تعالى:
يََا أَيُّهَا اَلْمُدَّثِّرُ (1) `قُمْ فَأَنْذِرْ (2) `وَ رَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) `وَ ثِيََابَكَ فَطَهِّرْ (4) [12] ، و أمثال ذلك كثيرة في الكتاب [13] العزيز، لكنّ الزائد على ذلك هو الأكثر. و كان بديع الزمان يكثر من ذلك كقوله: «كميت نهد [14] ، كأنّ راكبه في مهد، يلطم الأرض بزبر [15] ، و ينزل من السماء بخبر» ؛ لكن قالوا: التذاذ السّامع بما زاد على ذلك [16] أكثر، لتشوّقه إلى ما يرد [17] منه متزايدا على سمعه.
و أمّا الفقر المختلفة، فالأحسن أن تكون [18] الثانية أزيد من الأولى بقدر غير كثير، لئلاّ يبعد على السامع وجود القافية، فتذهب اللذّة، و إن [19] زادت القرائن على
[1] في ط: «مرتعب» . و البيت في ديوانه 1/ 100؛ و فيه: «مرتهب» مكان «مرتغب» ؛ و الإيضاح ص 327؛ و تحرير التحبير ص 308؛ و فيهما: «للّه مرتغب في اللّه مرتقب» .