نام کتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب نویسنده : ابن حجة الحموي جلد : 4 صفحه : 231
ذكراه يطربهم و السّيف ينهل من # أجسامهم لم يشن حسن اتّباعهم [1]
هذا المعنى سبقني إليه الشيخ شرف الدين[عمر] [2] بن الفارض [3] ، و كنت في صغر [4] أترنّم به، و هو قوله[من الطويل]:
فلي ذكرها يحلو على كلّ صيغة # و لو مزجوه عذّلي بخصام [5]
الشيخ شرف الدين [6] قرّر أنّ ذكر محبوبه [7] يحلو له [8] ، و لو كان في محلّ خصام من العذّال، و قولي أبلغ في حقّ الصحابة، رضوان اللّه عليهم أجمعين [9] :
«إنّ [10] ذكر النبيّ، (صلّى اللّه عليه و سلّم) ، يطربهم و السيوف تنهل من أجسامهم» . و أين «الطرب» في هذا المقام؟من [11] «يحلو» في ذلك المقام؟و أين «المخاصمة بالألسن» [12] من «التكليم بألسنة السيوف» ؟و الزيادة التي ما على حسنها من [13] مزيد قولي «لم يشن حسن اتّباعهم» ، فإنّ شدّة الحرب و تكليم[النفوس ما شان حسن] [14] السيوف، و ذهاب [15] [الأنفس ما شان حسن] [16] اتّباعهم للنبيّ، (صلّى اللّه عليه و سلّم) ، يوما من الأيّام؛ و التورية في حسن الاتّباع الذي هو المراد من تسمية النوع فمحاسنها [17] لا تخفى على المنصفين من أهل الأدب، و اللّه أعلم [18] .