لو اختصرتم من الإحسان زرتكم # و العذب [1] يهجر للإفراط في الخصر [2]
لأنّه استوعب معنى البيتين في صدر بيته، و أخرج العجز مخرج المثل السائر مع الإيجاز و الإيضاح و حسن البيان.
و قال عنترة[من الكامل]:
إنّي امرؤ من خير عبس منصبا # شطري [3] ، و أحمي سائري بالمنصل [4]
فأحسن اتّباعه منصور الفقيه المصريّ [5] في شريف سبّه، و كان شريفا [6] من جهة أبيه دون [7] أمّه، [فقال] [8] [من المجتثّ]:
من [9] فاتني بأبيه # و لم [10] يفتني بأمّه
و رام شتمي ظلما # سكتّ عن نصف شتمه [11]
فإنّ هذا الفقيه، رحمه اللّه [12] ، أحسن غاية الإحسان من وجوه، أحدها الإيجاز، فإنّه عمل معنى بيت [13] عنترة الذي جاء به في بيت من تامّ [14] الكامل، في بيت من المجتثّ، و أتى بالمطابقة المعنويّة، و أمّا [15] قوله:
*سكتّ [16] عن نصف [17] شتمه [18] *
ففيه من التأدّب [19] الدّينيّ [20] مع رسول اللّه، (صلّى اللّه عليه و سلّم) ، و الاحتراس ما يزيد على الوصف.
[1] في د: «فالعذب» .
[2] البيت في سقط الزند ص 56؛ و في نفحات الأزهار ص 223؛ و تحرير التحبير ص 482.
[3] في و: «سطري» .
[4] في د، و: «بالمنصل» . و البيت في ديوانه ص 147؛ و تحرير التحبير ص 479.
و المنصل: السيف. (اللسان 11/665 (نصل) ) .
[5] «المصريّ» سقطت من ط.
[6] «شريفا» سقطت من ط.
[7] في ط: «لا من جهة» مكان «دون» .
[8] من ب، د، و؛ و في ط: «بقوله» .
[9] في ط، و: «إن» .
[10] في ط: «فلم» .
[11] البيتان له في تحرير التحبير ص 479.
[12] «رحمه اللّه» سقطت من ب، ط.
[13] «بيت» سقطت من ب، د، ط، و؛ و في ك: «بيت» كتبت فوق «معنى» .
[14] في ط: «تامّ من» ؛ و في و: «تامّ» .
[15] في ط: «فأمّا» .
[16] في: «سكنت» .
[17] في و: «نصفه» .
[18] الشطر سبق تخريجه.
[19] في ب، د، و: «التأديب» .
[20] في ك: «الذي» .