و البيض [3] ماتوا من التّوهيم و اطّرحوا # و السّمر قد قبّلتهم عند موتهم [4]
فذكر «الموت» في البيت يوهم [5] السامع أنّ نساءهم [6] السّمر [7] قد أدارتهم [8] إلى جهة القبلة، كما هو المعهود، و التوهيم هنا في «التقبيل» و[في] [9] «السّمر» ، فإنّ المراد [10] بـ «السّمر» الرّماح، و بـ «التقبيل» الطعن في الأفواه الذي [11] تنزّل [12] هنا منزلة [13] القبل [14] ، و استعارة «التقبيل» لـ «الرّماح» في غاية الحسن، فإنّهم شبّهوا [سنان] [15] الرّمح باللّسان، و شبّهوا مواقع الطعن [16] بالثغور.
و يعجبني هنا قول الشيخ شمس الدين [17] [بن] [18] المزيّن[في الرمح] [19] [من الكامل]:
أنا أسمر و الراية البيضاء لي # لا للسّيوف [20] و سل من [21] الشجعان
لم يحل لي [22] عيش العداة [23] لأنّني # نوديت يوم الجمع بالمرّان
و إذا تغاتمت [24] الكماة بجحفل # كلّمتهم فيه بكلّ سنان [25]