و العميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم [2] . و بيت الشيخ [3] عزّ الدّين [4] الموصليّ:
يا سائرا مفردا أعربت لحنك في # توهيم منع رضاع الشاء من حلم [5]
قلت: هذا البيت المبارك عجزت عن حلّ معناه، إذ ليس له تعلّق بما بعده [6] و لا بما قبله [7] ، و لا بمدح النبيّ، (صلّى اللّه عليه و سلّم) ، و لم أزل في حيرة[من أمره] [8] إلى أن وقفت على [9] شرح المصنّف، فوجدته قد قال: «الحلم» مشتقّ من «الحلمة» و هي رأس الثدي، و يحصل [10] في جلد الشاة دود فتقول العرب «حلمت» ، و حلم أديمها أي وجد الدود في جلدها؛ ثمّ قال: و معنى البيت: أنّي [11] أخاطب سائرا في الطريق منفردا بنفسه عن الناس لا يرغب في مرافقة أحدا [12] ، فقلت له: و أنت توهم [13] بترك اجتماعك بالناس معنى لا تظهره [14] ، كما يوهم [15] الراعي بمنع رضاع الشاء أنّ جلودها حلمت، و «حلمت» [16] تورية [17] بين حلم الشاء [18] و حلم الأديب [19] ؛ قلت: و اللّه ما ازددت إلاّ حيرة في تقرير [20] هذا الشرح على هذا النوع [21] ، و الذي أقوله: إنّ الشرح و النظم في العقادة و عدم الفائدة كفرسي رهان.
و بيت بديعيتي تقدّمني [22] قبله [23] قولي [24] ، [و هو] [25] :
[1] في ب: «الحليّ» مكان «صفيّ الدين» ؛ و بعدها في د، و: «الحليّ» .
[2] «و بيت الشيخ... بديعيتهم» سقطت من ط؛ و «في بديعيّتهم» سقطت من ب.