«فبتّ كأنّي ساورتني ضئيلة # من الرّقش في أنيابها السّمّ ناقع» [6]
البيت الأخير [7] للنابغة. قلت: غاية الأوائل أن ينقلوا المعنى الأوّل في الإيداع إلى معنى آخر، إن كان في بيتين أو في [8] بيت واحد أو نصف بيت، و لكنّ الفرقة التي مشت تحت العلم الفاضليّ و تحلّت بالقطر النباتيّ و هلمّ جرّا، لم ترض [9] بنقله مجرّدا من التورية أو ما يناسبها من أنواع البديع، و ممّا يؤيّد لي [10] هذا قول القاضي جلال الدّين/القزوينيّ في «التلخيص» : و أحسنه ما زاد على الأصل بنكتة [11] ، كالتورية و التشبيه [12] .
و ممّن أبدع في نقله إلى التورية علاّمة هذا الفنّ الشيخ جمال الدّين بن نباتة، رحمه اللّه [13] ، [بقوله] [14] [من الطويل]:
أتاني عليّ البانياسيّ [15] منشدا # فيا لك من شعر ثقيل مطوّل
[6] الأبيات لم أقع عليها في ما عدت إليها من مصادر.
و البيت ما قبل الأخير «أ تطمع...
المطالع» للبعيث الهاشميّ في أمالي القالي 1/196؛ و لسان العرب 8/138 (ريع) ، 8/278 (قطع) ؛ و فصل المقال ص 408؛ و بلا نسبة في جمهرة الأمثال 1/277؛ و المستقصى 2/30؛ و الأمثال و الحكم ص 144؛ و فيها: «طمعت بليلى أن تريع و إنّما... » و البيت الأخير للنابغة في ديوانه ص 53.