و لكنّ الإنصاف عدم التوسعة في التعقيب بحيث يشمل كلّ من اشتغل بصنعته أو حرفته، أو جماع و نحوه إلّا أنّه كان ذاكراً بلسانه.
و لا التضييق فيه بحيث يخرج عنه من انتقل من مصلّاه بيسير.
أو ذكر و هو ساجد أو و هو قائم أو نحو ذلك.
بل الظاهر كون المدار فيه على هيئته العرفيّة المحفوظة يداً عن يد و خلفاً عن سلف.
و الظاهر اختلافها باختلاف أحوال المصلّين اختياراً و اضطراراً و سفراً و حضراً.
و باختلاف ما يتركه معه من أفعال الجوارح كصنعة و حرفة و نحوهما [1].
[بل الظاهر كونه متصلًا بالفريضة بحيث يكون هذا شغله، لا أنّه يشتغل معه بحوائجه و صنعته و حرفته و بنائه و جميع إراداته من أكل و شرب و جماع و مضيّ إلى الخلاء و نحو ذلك].
-
(1) كما لا يخفى على من وهبه اللّٰه ميزاناً لأمثال هذه و ذهناً لفهم رموز الأدلّة.
[و ذلك:]
1- كقوله (عليه السلام): «ما عالج الناس شيئاً أشدّ من التعقيب» ( [1]). المراد به- بحسب الظاهر- أنّهم لا يزاولون عملًا أشقّ عليهم منه؛ لما فيه من الحبس في الجملة.
2- و قوله: «التعقيب أبلغ في طلب الرزق من الضرب في البلاد» ( [2]). الذي من المعلوم كون الوجه فيه أنّ المعقّب يكل أمره إلى اللّٰه و يشتغل بطاعته.
4- خصوصاً بعد قوله (عليه السلام): «الجلوس بعد صلاة الغداة في التعقيب و الدعاء حتى تطلع الشمس أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الأرض» ( [4]).
بل لا يخفى على من سبر سائر النصوص الواردة في المقام- و ذكر التحريض في كثير منها على بعض الأذكار و الأدعية قبل ثني الرجلين.
و ما يحكى من أفعالهم (عليهم السلام) و إلزامهم أنفسهم بالمكث و الجلوس و عدم الاشتغال بشغل آخر و مرسل الصادق (عليه السلام) المتقدّم في تفسير الآية و غيره- أنّ المنساق إلى الذهن كون المراد بالتعقيب الاشتغال بالدعاء و الذكر و نحوهما متّصلًا بالفريضة بحيث يكون هذا شغله.