responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر الكلام في ثوبه الجديد نویسنده : النجفي الجواهري، الشيخ محمد حسن    جلد : 5  صفحه : 615

................

-


مع قوله (صلى الله عليه و آله و سلم): «صلّوا كما رأيتموني اصلّي» ( [1]).

و فيه: أنّه لو عمّ هذا لم يجز الدعاء بغير ما كان (صلى الله عليه و آله و سلم) يدعو به، و لا في شيء من أجزاء الصلاة إلّا ما سمع دعاؤه فيه. فإن اجيب بخروج ذلك بالنصوص، قلنا: فكذا غير العربي؛ للاتّفاق على جواز الدعاء فيها بأيّ لفظ اريد من العربي من غير قصر على المأثور؛ للعمومات، و هي كما تعمّ العربي تعمّ غيره» ( [2]).

قلت: لكنّ الإنصاف أنّه ليس بتلك المكانة من الفساد، كما يومئ إليه عدم ترجيح بعضهم في المسألة كالشهيد في الذكرى ( [3]) و غيره، و تعبير بعض من رجّح بلفظ «الأشبه» ( [4]) و نحوه، و الأمر بالاحتياط من آخر ( [5]).

بل قال العلّامة الطباطبائي:

و اللحن كالدعا بغير العربي * * * يخالف الحزم بها فاجتنب ( [6]

)

بل جزم في الحدائق بالمنع ( [7])، كما أنّه مال إليه الاستاذ الأكبر في شرحه على المفاتيح ( [8])، بل قد يقوى في النظر عدم الاجتزاء به عن وظيفة القنوت و إن قلنا بعدم بطلان الصلاة مع الدعاء به: 1- للأصل فيهما. 2- و إمكان دعوى حصول القطع- من ممارسة أحوال الشرع في العبادات واجبها و مندوبها و المعاملات و الإيقاعات و غيرها- بعدم اعتبار غير اللغة العربيّة فارسيّة و غيرها. 3- و كلّ ما امر فيه بلفظ و قول و كلام و نحوها لا ينساق إلى الذهن منه إلّا العربيّ الموافق للعربيّة.

4- بل يؤيّد ذلك أنّ غير العرب من المكلّفين أضعاف العرب، و كثير منهم الرواة و الممارسون لأهل البيت (عليهم السلام) و لم يحك عن أحد منهم نظم دعاء باللغة الفارسيّة و لا ذكر من الأذكار. 5- بل ألزموهم- متى أرادوا شيئاً من الأدعية المخصوصة و الأذكار الموظّفة- بقراءة المأثور الذي قلّما يتّفق فعلهم له صحيحاً. 6- بل ربّما كان في تأدية بعض الألفاظ منهم الكفر فضلًا عن نقيض المعنى المراد، كما لا يخفى على كلّ من سمع أدعية العارفين منهم و زياراتهم فضلًا عن السواد، و لو أنّ للألفاظ الفارسيّة مثلًا أدنى توظيف شرعيّ ما كلّفوا بذلك الذي لا يعقلون منه معنىً و لا يحسنون فيه لفظاً. 7- و النصوص المزبورة- مع إرسال بعضها- غير مساقة لبيان الجواز بأيّ لغة، بل المراد منها أن كلّ ما يناجى به اللّٰه في غرض دنيوي أو اخروي ليس من الكلام المبطل.

خلافاً للمحكيّ عن أحمد بن حنبل فلا يجوز إلّا بما تقرّب إلى اللّٰه تعالى دون ملاذّ الدنيا ( [9]). على أنّها إنّما تدلّ على أنّه ليس بكلام مبطل، لا أنّه يجتزى به عن القنوت الموظّف، كما أنّ قوله (عليه السلام): «كلّ شيء»- بناءً على جريان مثله في نحو المقام- كذلك أيضاً.

و من هنا- و الأصل، و ظهور ما دلّ على مانعيّة كلام الآدميّين في غير ما يناجى به الربّ، و صدق اسم الدعاء- قلنا بعدم فساد الصلاة بالدعاء بالفارسيّة.


[1] عوالي اللآلي 1: 198، ح 8.

[2] كشف اللثام 4: 127.

[3] الذكرى 3: 292.

[4] المعتبر 2: 241.

[5] مجمع الفائدة و البرهان 2: 302.

[6] الدرّة النجفية: 149.

[7] الحدائق 8: 371.

[8] المصابيح 8: 106.

[9] المغني (لابن قدامة) 1: 586.

نام کتاب : جواهر الكلام في ثوبه الجديد نویسنده : النجفي الجواهري، الشيخ محمد حسن    جلد : 5  صفحه : 615
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست