[المراد من الإقعاء

]: [و] المراد بالإقعاء [1] وضع الأليتين على العقبين معتمداً على صدور القدمين [2].

-

(1) المبحوث عنه عندنا و عند الجمهور.

(2) كما نصّ عليه في المعتبر و المنتهى و التذكرة و كشف الالتباس و حاشية المدارك ( [1]) ناسبين له إلى الفقهاء، بل في ظاهر الحدائق أو صريحها- كما عن البحار- الإجماع عليه ( [2])، بل هو أيضاً ظاهر إجماع جامع المقاصد و فوائد الشرائع ( [3]) و غيرهما، بل نسبه أهل اللغة إلى الفقهاء فضلًا عنهم.

قال في الصحاح: «أقعى الكلب إذا جلس على استه مفترشاً و ناصباً يديه، و قد جاء النهي عن الإقعاء في الصلاة، و هو أن يضع أليتيه على عقبيه بين السجدتين، و هذا تفسير الفقهاء، و أمّا أهل اللغة فالإقعاء عندهم أن يلصق ألييه بالأرض و ينصب ساقيه و يتساند إلى ظهره» ( [4]).

و في المحكي عن المغرب: «الإقعاء أن يلصق ألييه بالأرض و ينصب ساقيه و يضع يديه على الأرض كما يقعي الكلب، و تفسير الفقهاء أن يضع ألييه على عقبيه بين السجدتين» ( [5]). نعم، لم يذكرا الاعتماد على صدور القدمين فيما نسباه إليهم، و لعلّه لذا قال في المحكي عن البحار: «إنّ الظاهر من كلام أكثر العامة أنّ الإقعاء الجلوس على العقبين مطلقاً» ( [6]).

لكن قد يقال: إنّه يلزمه الاعتماد على صدور القدمين، كما اعترف به في كشف اللثام ( [7]) و المحكي عن البحار، قال في الأخير: «لعلّ مرادهم المعنى الذي اتّفق عليه أصحابنا؛ لأنّ الجلوس على العقبين حقيقة لا يتحقّق إلّا بهذا الوجه، فإنّه إذا جعل ظهر قدمه على الأرض يقع الجلوس على بطن الأليين لا على العقبين» ( [8]).

قلت: و هو المناسب لما ورد في أخبارنا ( [9]) الذي يحتمل أن يكون هو مستند الأصحاب في ذلك- من النهي عن الإقعاء على القدمين؛ ضرورة توقّف الصدق حقيقةً على ذلك، و إلّا كان إقعاءً على بعض القدمين، و لعلّ الأصحاب من ذلك فهموا إرادة هذا المعنى من الإقعاء؛ ضرورة عدم صدق الإقعاء على القدمين على المعنى اللغوي؛ لأنّ القعوين- اللذين هما أصلا الفخذين- على الأرض فيه.

مضافاً إلى ما سمعته في صحيح زرارة ( [10]) من التعليل بالتأذّي و عدم الصبر للتشهّد و الدعاء، و عدم القعود على الأرض، و القعود بعض على بعض ممّا لا ينطبق شيء منه على الإقعاء اللغوي الذي قد سمعت أنّه وضع الأليتين على الأرض مع نصب الفخذين

[1] المعتبر 2: 218. المنتهى 5: 170. التذكرة 3: 202. كشف الالتباس: الورقة 190. حاشية المدارك 3: 90.

[2] الحدائق 8: 295. البحار 85: 192.

[3] جامع المقاصد 2: 310. فوائد الشرائع (حياة الكركي) 10: 165.

[4] الصحاح 6: 2465.

[5] المغرب: 389- 390.

[6] البحار 85: 192.

[7] كشف اللثام 4: 109.

[8] البحار 85: 192.

[9] انظر الوسائل 6: 348، ب 6 من السجود.

[10] تقدّم في ص 472.