responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر الكلام في ثوبه الجديد نویسنده : النجفي الجواهري، الشيخ محمد حسن    جلد : 5  صفحه : 401

فلو جاء المكلّف مثلًا بالثلاث من غير تعيين ثمّ تبين له فساد واحدة أو ثنتين كان له الاجتزاء عن الواجب بالصحيحة الباقية [1].

[تفسير معنى التسبيحة الكبرى

]: ثمّ المراد من التسبيحة الكبرى- على الظاهر، و اللّٰه أعلم-: أني انزّه اللّٰه ربّي العظيم بحمده تنزيهاً بمعنى أنّ تنزيهي له بالحمد الذي هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري [2].

-


(1) لأنّها مصداق الأمر الوجوبي و لم يحصل ما يصرفها عنه و إن كان قد نوى أوّلًا الإتيان بالواجب و المندوب. نعم قد يقال بعدم الاكتفاء مع فرض صحّة خصوص ما نوى الندب بها مثلًا. لأنّا و إن قلنا: إنّه لا يجب عليه نيّة التعيين لكن لا ريب في أنّ له ذلك، فمع فرض تعيينه يشكل الاكتفاء به عن الواجب؛ لمعلوميّة عدم سقوطه بالمندوب. اللّهمّ إلّا أن يقال بعدم اعتبار هذا التعيين من المكلّف، و أنّه يكون لغواً؛ لعدم طلب الشارع له، و عدم تعلّق غرض مخصوص به، فهو لا يشخّص أصلًا، و لا يرفع صدق الأحديّة التي علّق بها الوجوب، و أنّه بعد أن لم يعتبر الشارع خصوصيّة في المطلوب تمحّضت إرادتُهُ مجرّد العدد، و إن كان الأمر متعدّداً، فهو في الحقيقة كالأمر الواحد المتعلّق بمتعدّد، فإنّه لو أراد المكلّف تشخيص بعض الأفراد- باعتبار انحلال ذلك الأمر إلى أوامر متعدّدة لتعدّد متعلّقه- لم يكن تشخيصه معتبراً، بل هو لغو صرف، و كذلك المقام بعد الفرض المزبور، فتأمّل جيداً، فإنّ المقام لا يخلو من دقّة، و لم أر من تعرّض لتنقيحه على ما ينبغي.

(2) لا تنزيهاً مدحيّاً الذي يقع على غير الاختيار، كمدح الجوهرة بالصفاء و البياض و نحوهما، فالواو حينئذٍ إمّا زائدة أو حالية، و الباء على حالها، و الظاهر أنّ هذا المعنى هو المراد من قوله تعالى حكاية عن الملائكة: (وَ نَحنُ نُسَبِّحُ بِحَمدِكَ) ( [1]). لا ما حكاه البهائي- كما قيل- عن جماعة من المفسّرين في حبله، قال: «و معنى سبحان ربّي العظيم و بحمده: انزّه ربّي عن كلّ ما لا يليق بعزّ جلاله تنزيهاً و أنا متلبّس بحمده على ما وفّقني له من تنزيهه و عبادته، كأنه لمّا أسند التسبيح إلى نفسه خاف أن يكون هذا الإسناد نوع تبجّح بأنّه مصدر لهذا الفعل تدارك ذلك بقوله: و أنا متلبّس بحمدك، فسبحان مصدر بمعنى التنزيه كغفران، و لا يكاد يستعمل إلّا مضافاً منصوباً بفعل مضمر كمعاذ اللّٰه، و هو هنا مضاف إلى المفعول، و ربّما جوّز كونه مضافاً إلى الفاعل، و الواو حاليّة، و ربّما جعلت عاطفة ( [2])». و لعلّه أشار بذلك إلى ما حكاه في المدارك عن أبي البقاء من أنّه يجوز أن يكون مضافاً إلى الفاعل؛ لأنّ المعنى تنزيه اللّٰه. ثمّ في المدارك بعد أن ذكر أنّ «سبحان» مصدر أو اسم مصدر و أنّ عامله محذوف كنظائره، قال: «و الواو قيل:

زائدة، و الباء للمصاحبة، و الحمد مضاف إلى المفعول، و متعلّق الجار عامل المصدر: أي سبّحت اللّٰه حامداً، و المعنى نزّهت اللّٰه عمّا لا يليق به، و اثبت له ما يليق به. و يحتمل كونها للاستعانة و الحمد مضاف إلى الفاعل: أي سبّحته بما حمد به نفسه؛ إذ ليس كلّ تنزيه محموداً و قيل: إنّ الواو عاطفة و متعلّق الجار محذوف: أي و بحمده سبّحته لا بحولي و قوّتي، فيكون ممّا اقيم فيه السبب مقام المسبّب، و يحتمل تعلّق الجار بعامل المصدر على هذا التقدير أيضاً، و يكون المعطوف عليه محذوفاً يشعر به العظيم، و حاصله: انزّه تنزيهاً ربّي العظيم بصفات عظمته و بحمده، و العظيم في صفته من يقصر عنه كلّ شيء سواه، أو من اجتمعت له جميع صفات الكمال، أو من انتفت عنه صفات النقص» ( [2]). و لا يخفى عليك مع التأمّل تطرّق النظر إلى جملة من ذلك، و اللّٰه أعلم.

(و) كيف كان ف[- هل يجب ...].


[1] البقرة: 30.

[2] الحبل المتين: 214. المدارك 3: 393- 394.

نام کتاب : جواهر الكلام في ثوبه الجديد نویسنده : النجفي الجواهري، الشيخ محمد حسن    جلد : 5  صفحه : 401
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست