[و لا يستحب الوقوف المصطلحة عند القرّاء] و إن ذكر المصنّف [1] أنّه يستحبّ (الوقوف على مواضعه) المقررة [2].
-
(1) (و) غيره.
(2) المعروفة عندهم بالحسن و التامّ.
و قد قالوا: إنّ في جميع القرآن خمسة آلاف و ثمانية و عشرين وقفاً. و الظاهر إرادتهم [الوقف] التامّ، عشرة منها مخصوصة مضبوطة تسمّى وقف غفران؛ لما روي عنه (صلى الله عليه و آله و سلم): «إنّ من ضمن لي أن يقف على عشرة مواضع ضمنت له الجنّة».
و الوقوف الواجبة ثلاثة و ثمانين وقفاً، منها: الوقف على لفظ الجلالة في قوله تعالى: (مَا يَعلَمُ تَأوِيلَهُ إلَّا اللّٰهُ) ( [1]) ممّا هو معلوم البطلان.
بل رووا عن الإمام أبي منصور أنّه جعل الوقف الحرام ثمانية و خمسين وقفاً ( [2])، و أنّ من وقف على واحد منها متعمّداً كفر، و جعل منها الوقف على (صِرَاط الَّذِينَ) ( [3]) و على (مُلكِ سُلَيمَانَ) ( [4]). إلى غير ذلك ممّا زخرفوه و اختلقوه.
و منه تقسيمهم الوقف إلى التامّ و الحسن و الكافي و القبيح.
و أنّ المراد بالتامّ: ما لا تعلّق له بما بعده لا لفظاً و لا معنىً، و أكثر ما يوجد في الفواصل و رءوس الآي، و ربّما وجد قبلها نحو أَذِلَّةً ( [5]) الذي هو آخر آية بلقيس، و بعدها نحو مُصبِحِين وَبِاللَيلِ ( [6]) الذي هو معطوف على المعنى، أي بالصبح و بالليل.
و بالحسن: ما له تعلّق من حيث اللفظ فحسب، ك(- الحَمدُ للّٰهِ) ( [7]).
و بالكافي: ما له تعلّق من حيث المعنى فحسب، كقوله تعالى: (لَا رَيبَ فِيهِ) ( [8]) (وَ مِمَّا رَزَقنَاهُم) ( [9])، و ربّما اشترط فيه أن يكون ما بعد الموقوف عليه متعلّقاً به تعلّقاً إعرابيّاً.
و القبيح: الذي لا يفيد معنىً مستقلّاً كالوقف على الشرط و المضاف.
فالوقف التامّ في الفاتحة حينئذٍ أربعة: على البسملة، و الدين، و نستعين، و آخرها.
و الحسن عشرة: بسم اللّٰه، و الرحمن، و للّٰه، و العالمين، و الرحمن، و الرحيم، و نعبد، و المستقيم، و على أنعمت عليهم، و على غير المغضوب عليهم، أو أحد عشر بإدخال: «الصراط».