و قد يفرّق بين الركوع و السجود باعتبار القيام في الأوّل فكذا بدله، بخلاف السجود [1].
[مسنونات القيام
]: (و المسنون في هذا الفصل) للقائم عدّة امور [2]:
1- إسدال المنكبين.
2- و إرسال اليدين، و وضعهما على الفخذين- اليمنى على الأيمن و اليسرى على الأيسر- مضمومتي الأصابع حتى الإبهام محاذي الركبتين.
3- و النظر إلى موضع السجود.
4- و استواء النحر و فقار الظهر [3].
-
(1) فإنّ الجلوس فيه من مقدّماته، لا لأنّ السجود يعتبر فيه أن يكون عن جلوس.
(2) مستفادة من صحيح حمّاد و زرارة و المحكيّ عن فقه الرضا (عليه السلام): 1- قال في الأوّل: قال لي أبو عبد اللّٰه (عليه السلام) يوماً:
«أ تحسن أن تصلّي يا حمّاد؟ قال: قلت: يا سيّدي أنا أحفظ كتاب حريز في الصلاة، قال: فقال (عليه السلام): لا عليك قم صلّ، قال: فقمت بين يديه متوجّهاً إلى القبلة، فاستفتحت الصلاة و ركعت و سجدت، فقال: يا حمّاد، لا تحسن أن تصلّي، ما أقبح بالرجل منكم أن يأتي عليه ستّون سنة أو سبعون سنة فما يقيم صلاة واحدة بحدودها تامة؟! قال حمّاد: فأصابني في نفسي الذلّ، فقلت: جعلت فداك فعلّمني الصلاة، فقام أبو عبد اللّٰه (عليه السلام) مستقبل القبلة منتصباً فأرسل يديه جميعاً على فخذيه قد ضمّ أصابعه و قرّب بين قدميه حتى كان بينهما ثلاث أصابع مفرّجات، و استقبل بأصابع رجليه جميعاً القبلة لم يحرفهما عن القبلة بخشوع و استكانة، فقال [(عليه السلام)]: اللّٰه أكبر، ثمّ قرأ الحمد بترتيل و قل هو اللّٰه أحد، ثمّ صبر هنيئة بقدر ما تنفّس و هو قائم، ثمّ قال: اللّٰه أكبر و هو قائم ثمّ ركع و ملأ كفّيه» ( [1]) الحديث. 2- و قال أبو جعفر (عليه السلام) في الثاني: «إذا قمت في الصلاة فلا تلصق قدمك بالاخرى، دع بينهما فصلًا، إصبعاً أقلّ ذلك إلى شبر أكثره، و أسدل منكبيك، و أرسل يديك، و لا تشبك أصابعك، و ليكونا على فخذيك قبالة ركبتيك، و ليكن نظرك إلى موضع سجودك» ( [2]). 3- و في المحكي عن فقه الرضا (عليه السلام): «إذا أردت أن تقوم إلى الصلاة فلا تقم إليها متكاسلًا- إلى أن قال:- فقف بين يديه كالعبد الآبق المذنب بين يدي مولاه، فصفّ قدميك، و انصب نفسك، و لا تلتفت يميناً و لا شمالًا، و تحسب كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك، و لا تعبث بلحيتك- إلى أن قال أيضاً:- و يكون بصرك في موضع سجودك ما دمت قائماً- ثمّ قال:- و لا تتّك مرّة على رجلك و مرّة على الاخرى ... إلى آخره» ( [3]).
و إنّما لم نذكر تمام الأخبار الثلاثة لاشتمالها على ذكر المستحبّات في الصلاة، لا خصوص القيام الذي هو المطلوب في المقام، و المستفاد من هذه و غيرها [ذلك].
(3) كما يدلّ عليه أيضاً المرسل ( [4]) الوارد في تفسير قوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انحَر) ( [5]) الذي قد تقدّم سابقاً.