و قد يقال: إنّ المتّجه مقتضى الإطلاق الذي عرفت؛ لما فيه من التشريع بقصد جزئيّة ما قصد فيه الرياء بناءً على البطلان بمثل ذلك- قلّ أو كثر، قولًا كان أو فعلًا، واجباً كان أو مندوباً-:
1- لقوله (عليه السلام): «من زاد في صلاته» ( [1]) و نحوه.
2- و لأنّ الصلاة عمل واحد قد اعتبر فيه الإخلاص، و الرياء- و لو ببعضه- منافٍ للإخلاص به:
أ- قال الصادق (عليه السلام) في خبر ابن مسكان في قول اللّٰه [تعالى]: (حَنِيفاً مُسْلِماً) ( [2]): «خالصاً مخلصاً لا يشوبه شيء» ( [3]).
ب- و قال (عليه السلام) أيضاً في خبر عليّ بن سالم: «قال اللّٰه عزّ و جلّ: أنا خير شريك، من أشرك معي غيري في عمل لم أقبله إلّا ما كان خالصاً لي» ( [4]).
جو قال (عليه السلام) أيضا في خبر عمر بن يزيد في حديث: «كلّ عمل تعمله للّٰه فليكن نقيّاً من الدنس» ( [5]).
د- و قال (عليه السلام) أيضاً في خبر جرّاح المدائني في قول اللّٰه عز و جل: (فَمَن كَانَ يَرجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صَالِحاً وَ لَا يُشرِك) ( [6])، إلى آخره: «الرجل يعمل شيئاً من الثواب لا يطلب به وجه اللّٰه، إنّما يطلب تزكية الناس، يشتهي أن يسمع به الناس، فهذا الذي أشرك بعبادة ربّه أحداً» ( [7]) الحديث.
هو قال الباقر (عليه السلام) في خبر زرارة و حمران: «لو أنّ عبداً عمل عملًا يطلب به وجه اللّٰه و الدار الآخرة و أدخل فيه رضا أحدٍ من الناس كان مشركاً» ( [8]).
و- و قال [أبو عبد اللّه (عليه السلام)]: «من عمل للناس كان ثوابه على الناس، يا زرارة كلّ رياء شرك» ( [9]).
ز- إلى غير ذلك ممّا دلّ على اعتبار الإخلاص في العبادة، خصوصاً من الرياء الذي هو شرك.
و لعلّ الرياء ببعض العمل ينافي الإخلاص بالعمل الذي هو عبارة عن مجموع الأفعال، نحو قولك: «ضربت زيداً» مع وقوع الضرب على بعضه.
كما أنّه يمكن تحقّق الإشراك بذلك؛ إذ هو أعمّ من إيقاع الفعل للّٰه و لغيره و من إيقاع بعضه للّٰه و الآخر لغيره، و إن كان الذي ينساق إلى الذهن الأوّل، و لكنّ مرتبة الربوبيّة لا تقبل الاشتراكين.
[1] الوسائل 8: 231، ب 19 من الخلل الواقع في الصلاة، ح 2.