responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر الكلام في ثوبه الجديد نویسنده : النجفي الجواهري، الشيخ محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 273

و الظاهر أنّه غير قابل للتطهّر (1).


(1) لعدم ثبوت كيفية خاصّة في تطهيره.

و لا يمكن جريان ما وصل إلينا من المطهّرات عليه حتى بالاستحالة بممازجة دون الكرّ من الماء مثلًا، بل و الاستهلاك به؛ بناء على أنّ الاستحالة إنّما تفيد طهارة ما كانت النجاسة دائرة مدار اسمه كالكلب و الخنزير و نحو ذلك، فإذا استحالت إلى موضوع آخر لا يطلق عليه هذا الاسم اتّجه الحكم بطهارتها.

أمّا إذا كان لحوق وصف النجاسة ليس دائراً مدار الاسم، بل مدار الذات، و هي بالاستحالة لم تذهب، فلا تفيد استحالة المتنجّسات طهارة؛ لما عرفت. بل و [بناء] على غيره أيضاً [لا يطهر]؛ باعتبار كون الاستحالة و الاستهلاك في الفرض إلى ما تنجّس به من الماء و الاستهلاك به، فأقصاه انقلابه إلى ماء متنجّس، كما هو واضح.

نعم، لو فرض إمكان انقلابه إلى الماء حقيقة بنفسه مثلًا، و قلنا: إنّ الاستحالة تطهّر النجس و المتنجّس، أمكن دعوى طهارته.

لكن يظهر من بعضهم [1] أنّه لا يطهر إلّا بالكثير. و لعلّه:

1- لعدم إمكان الفرض [أي انقلابه بنفسه].

2- أو عدم كون مثل هذا الانقلاب مطهّراً، و القياس على الخمر المنقلبة خلّاً باطل، فتأمّل جيّداً.

و على كلّ حال، فالمضاف قابل لأن ينقلب إلى جسم قابل للتطهّر، فإذا انقلب مثلًا إلى المائية و لو بامتزاجه بماء قليل أو علاج آخر صار حاله حال الماء يطهّره ما يطهّره، و حيث يمتزج به كثير لا يحكم بطهارة المضاف حتى يستهلكه المطلق و يكون ماءً مطلقاً، فيطهر حينئذٍ بالكثير، و ليس هذا تطهيراً للمضاف نفسه كما هو واضح.

و الظاهر أنّه لا حاجة إلى ترتّب زماني [في طهارة المضاف]، بل أوّل زمان زوال مضافيّته زمان طهارته؛ لكون السبب في الطهارة موجوداً، و كان تأثيره موقوفاً على زوال المانع، فعنده حينئذٍ تتمّ العلّة، و ترتّب المعلول عليها لا يحتاج إلى زمان.

لا يقال:

حال الماء المضاف كحال الماء، فكيفية تطهيره كيفية تطهيره.

لأنّا نقول:

هو- مع أنّه قياس- فيه: أنّ الفرق بينهما واضح من وجهين:

الأوّل: لأنّ الماء يمكن سريان الطهارة فيه باعتبار تطهير بعض الأجزاء، و هي تطهّر غيرها، و هكذا.

و [الوجه] الثاني: لأنّ الماء من جهة اتّحاده و صيرورتهما ماء واحداً، و قالوا: ليس لنا ماء واحد بعضه طاهر و بعضه نجس.

و كلّ من الوجهين لا يتأتّى بالمضاف، و لم أجد مخالفاً فيما ذكرت إلّا ما نقلناه عن العلّامة [2] (رحمه الله)، و قد عرفت فساده بما لا مزيد عليه.


[1] المبسوط 1: 5.

[2] انظر ص 270.

نام کتاب : جواهر الكلام في ثوبه الجديد نویسنده : النجفي الجواهري، الشيخ محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست