responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر الأصول - تقريرات نویسنده : المرتضوي اللنگرودي، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 78

يتكلّمون و يُبرزون مقاصدهم بالألفاظ [1]

. و قد أشار إلى وجه آخر في رجوع الوضع إليه تعالى: و هو أنّ دلالة لفظ خاصّ على معنىً مخصوص ليس باقتراح صرف و بلا مُوجب، بل لا بدّ و أن تكون لمناسبة و حيثيّة بينهما؛ حذراً من الترجيح بلا مُرجِّح، و لا يلزم أن تكون تلك الجهة راجعة إلى ذات اللّفظ؛ حتّى تكون دلالة الألفاظ على معانيها ذاتيّة، كما يُنسب ذلك إلى عباد بن سليمان، بل لا بدّ و أن تكون جهة اقتضت تأدية معنى الإنسان بلفظ «الإنسان» مثلًا، و معنى الحيوان بلفظ «الحيوان»، و لا يعلم تلك الجهة إلّا الله تعالى، فوضع غيره تعالى اللّفظ لمعنىً يوجب الترجيح بلا مرجّح، أو ترجيح المرجوح على الراجح‌ [2]

. و فيه أوّلًا: أنّه لو تمَّ ما ذكره، فإنّما هو فيما لو كان واضع جميع الألفاظ لمعانيها شخصاً واحداً في بُرهةٍ محدودةٍ من الزمان، و لكن التأمّل الصادق يفيد عدم كون واضع ألفاظ كلّ لغة شخصاً واحداً، بل أشخاصاً و رجالًا كثيرة؛ و ذلك لأنّ الناس في بدء حياتهم كانوا يسكنون البوادي و الصحاري و كانوا في غاية البساطة من حيث الحياة و المعيشة و الروابط الاجتماعية، و بحسبها كان احتياجهم إلى إبراز مقاصدهم محدوداً محصوراً؛ و لذا ترى أنّ معرفة البدوي باللّغات أقلّ من القروي، و القروي أقلّ ممّن يسكن البلدان، و الساكنين في البلاد الصغيرة أقلّ من ساكني البلاد الكبيرة، و هكذا ... و ليس ذلك إلّا لقلّة الاحتياج و كثرته، فكلّما تشعّبت و انبسطت طلبات البشر و حوائجهم في طيّ القرون و الأعصار كثرت الأوضاع و اللّغات، و كلّما اتّسع التمدّن البشري، و تكامل في أطواره و شئونه- مدى الأعوام و القرون- تكاملت و اتّسعت لغاته.

و بالجملة: كلّما كثرت حوائج البشر، و تنامت أفراده بمرور الزمان، و تنوّعت‌


[1]- فوائد الاصول 1: 30.

[2]- انظر المصدر السابق 1: 30- 31.

نام کتاب : جواهر الأصول - تقريرات نویسنده : المرتضوي اللنگرودي، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست