responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 75

و قد قال قبيل ذلك بأنّه لا يظهر من الأخبار وجود مجرّد سوى اللّٰه تعالى [1]. و هو منه غريب؛ لأنّه لمّا قال ببقائها بعد فناء البدن و تعلّقها في عالم البرزخ بأجساد مثاليّة فلا بدّ له من القول بتجرّدها، و لذا قال الشهيد في الذكرى: دلّ القرآن العزيز على بقاء النفس بعد الموت و تعلّقها بأبدان مثاليّة بناءً على تجرّدها [2]. اللهمّ إلّا أن يقال: إنّه يذهب إلى أنّها جسم منفصل عن البدن خارج عنه مجاور له، لا تفنىٰ بفنائه، فيتعلّق بعد مفارقته عنه ببدن مثله مدّة البرزخ، و هو شبيه بما قال به أكثر النصارى من أنّ الروح جسم روحاني سماوي، و إليه ذهبت طائفة من المسلمين، و لكنّه باطل لما تقرّر في مقرّه. و قال في كتاب البحار بعد كلام: لا يخفى عليك أنّه لم يقم دليل عقليّ على التجرّد و لا على المادّيّة، و ظواهر الآيات و الأخبار تدلّ على تجسّم الروح و النفس و إن كان بعضها قابلًا للتأويل، و ما استدلّوا به على التجرّد لا يدلّ دلالة صريحة عليه و إن كان في بعضها إيماء إليه، فما يحكم به بعضهم من تكفير القائل بالتجرّد إفراط و تحكّم، كيف و قد قال به جماعة من علماء الإماميّة و نحاريرهم؟ و جزم القائلين بالتجرّد أيضاً بمحض شبهات ضعيفة مع أنّ ظواهر الآيات و الأخبار تنفيه أيضاً جرأة و تفريط، فالأمر مردّد بين أن يكون جسماً لطيفاً نورانيّاً ملكوتيّاً داخلًا في البدن تقبضه الملائكة عند الموت و تبقى معذّباً أو منعّماً بنفسه أو بجسد مثاليّ يتعلّق به كما مرّ في الأخبار أو يلهى عنه إلى أن ينفخ في الصور كما في المستضعفين، أو يكون مجرّداً يتعلّق بعد قطع تعلّقه عن جسده الأصلي بجسد مثاليّ، و يكون قبض الروح و بلوغها الحلقوم و أمثال ذلك تجوّزا عن قطع تعلّقها، أو أُجري عليها أحكام ما تعلّقت أوّلًا به و هو الروح الحيوانيّ البخاريّ مجازاً [3]. أقول: و يظهر منه أنّه مردّد بين تجرّده و مادّيّته، و لكنّه يقول على التقديرين


[1] مرآة العقول 1: 27.

[2] الذكرى: ص 77.

[3] بحار الأنوار 61: 104 105.

نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست